اللسانيات الزمانية من منظور سوسير

Authors

  • عزمي محمد عيال سلمان أستاذ مشارك بقسم اللغة العربية – كلية العلوم والآداب– جامعة نجران ــــــ المملكة العربية السعودية .

Abstract

جاءت هذه الدراسة لتبيِّن أنَّ من أبرز الإسهامات الحقيقية لـ(سوسير)، رائد اللسانيات الحديثة، هي وضع أُسُس نظرية جديدة لعلاقة اللغة بالزمن، والقضية الجوهرية لديه تتمثَّل في كونه من أوائل من رسم خارطة للسانيات الزمانية نفى عنها القواعد التاريخية الدارجة في عصره، وبدأ مرحلة جديدة من البحث في علاقة اللغة بالزمن وأثر ذلك في تغيُّرها وتطورها. ولهذا يُمثِّل ما قدَّمه سوسير في حقل اللسانيات الزمانية قطيعة منهجية مع ماضيه ومع محيطه اللساني، فوعي سوسير بعلاقة اللغة بالزمن تَمثَّل من خلال سلسلة من الرفض الأساسي لما هو شائع في اللسانيات التاريخية المهيمنة في محيطه وعصره، والتي لم تكن ترى في اللغات سوى كونها مؤسسات ونتاجات تاريخية. ولم يكن ردُّ سوسير على الاتجاه التاريخي مقتصرًا فقط على استحداث اتجاه لغوي مضاد لعصره، عُرِف فيما بعد باسم: اللسانيات البنيوية، وإنما كان ردّه أيضًا على الاتجاه التاريخي باستحداث اتجاه مماثل لكنْ ذو نزعة مختلفة، اصطلح على تسميته بـ(اللسانيات الزمانية). وقد استطاعت اللسانيات الزمانية أن تنجح في صراعها مع اللسانيات التاريخية، ليس من خلال إدخال تحسينات مُحدَّدة عليها؛ بإعطاء تفسيرات أفضل لمعطيات البحث والدراسة، وإنما الأصح من ذلك أن الذي حدث هو تحوُّل فكري أو منهجي، فالتغير اللغوي بدأ يُرَى من خلال مَشاهد مفهومية مختلفة، فالمنهج البنيوي واللسانيات المرتبطة به شرعت تُنتِج نظرات جديدة، فهي تزوِّدنا بطريقة مختلفة جذريًا في رؤية ظواهر اللغة وتحقُّقاتها، وهكذا فإن سيرورة اللغة بعد اللسانيات الزمانية بدأت تتحرك بطريقة مختلفة.

Downloads

Published

2023-12-07