المضامين الإعلامية وعلاقتها بالعُنف المدرسي لدى تلاميذ التعليم المتوسط
Keywords:
الطور المتوسط, المدرسة, التلميذ, العنف, وسائل الإعلامAbstract
تُعَدُ ظاهرة العنف المدرسي مشكلة اجتماعية لا يخلو منها واقعٌ تربويٌ، إذْ تظهر من خلال بعض الأنماط السلوكية، ويترتب عنها آثار وأضرار سلبية تقف عائقًا في تحقيق الأهداف التي تسعى إليها مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وعلى هذا الأساس قمنا بهذه الدراسة للتعرّف إلى ظاهرة العنف المدرسي لدى تلاميذ التعليم المتوسط على عينة قوامها (180) تلميذًا، ولغرض جمع البينات اعتمدنا على مقياس العنف المدرسي.
وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود عنف مدرسي بمختلف أبعاده لدى التلاميذ، وأن العنف الموجه نحو الآخرين هو الأكثر شيوعًا، كما أظهرت الدراسة فروقاً في العنف المدرسي لمصلحة الذكور.
وتُعد وسائل الإعلام بكل أشكالها المقروءة والسمعية والبصرية من العوامل المسببة لانتشار ظاهرة العنف المدرسي نظرًا لما تمتلكه هذه الأخيرة من خصائص وإمكانيات تكنولوجية متنوعة تساعدها على التأثير في المجال المعرفي والوجداني والسلوكي للتلاميذ نتيجة لمشاهدتهم للأفلام والرسوم المتحركة المليئة بمشاهد العنف، أو الاطلاع الدائم والمستمر للألعاب العنيفة عبر الأنترنت، وهذا ما أكدته دراسات علمية كثيرة وهو الدور الرئيس لهذه الوسائل في نشر العنف في المجتمع لاسيما عند فئة المراهقين والأطفال.
بالمقابل يمكن أن يكون لوسائل الإعلام أثر كبير في مواجهة العنف المدرسي بكل أشكاله من خلال تكثيف عمليات التحسيس عبر مختلف وسائل الإعلام، وبخاصة على القنوات التلفزيونية، عبر الأنترنت....، مع ضرورة مراقبة ومحاربة البرامج التلفزيونية التي تثير الرغبة في ممارسة بعض السلوكيات غير الأخلاقية، والحرص على منع مشاهدة المواقع الإباحية عبر الأنترنت وتسخير الأعمال التلفزيونية للحد منها, وإيجاد وسائل الترفيه السليم والنافع، والعمل على زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي. كل هذا يعزز الدور الإعلامي في محاربة هذه الظاهرة.
وفي بحثنا هذه نحاول تسليط الضوء على هذين الجانبين المتعارضين من الموضوع، كيف يمكن أن تسهم وسائل الإعلام في نشر العنف المدرسي بكل أشكاله؟ وكيف يمكن أن تؤدي أثراً مضادًا في مواجهة هذه الظاهرة.