التوسع الدلالي لمشتقات الجذر (ع ر ب) في الفصحى واللغات السَّامِيَّة وبعض المَحْكِيَّات اليمنية والعربية

دراسة مقارنة

Abstract

جاءت هذه الدراسة لرصد التوسع الدلالي من الجذر (ع ر ب) في المشتقات والصيغ المتولدة منه، وقد اعتمدت – في هذا الشأن - على فيض من المادة المتراكمة، التي تُرَد إلى هذا الجذر في معجمات العربية الفصحى، والأعلام، والقرآن الكريم، وبعض اللغات السامية الأخرى: العربية الجنوبية القديمة (نقوش اللهجات اليمنية القديمة - لغة المُسْنَد)، والعربية الجنوبية الحديثة (في المَهْرِيَّة والسُّقُطْرِيَّة فقط)، والحبشية، والعبرية، والسريانية. وكذا في بعض المحكيات (اللهجات) اليمنية والعربية. وقد سجلت الدراسة الدلالات المشتركة لهذا الجذر في هذه الحقول المستهدَفة، وأشارت إلى دلالاته الخاصة، التي تفرّد بها كل حقل عن غيره.
وقد كان هذا الجذر قادرًا على توسيع معناه الدلالي في أكثر من حقل لغوي، وأكثر من محطة زمنية؛ وذلك سعيًا منه إلى مواكبة التوسع الحضاري والفكري. وأبرز وسيلة اعتمد عليها هذا الجذر في هذا التوسع، هي الاشتقاق؛ فهو طريقة خصبة لنمو اللغة وتجددها. وكانت العربية الفصحى، ذات حظ وافر من دون غيرها في هذا التوسع الدلالي.
ثم إن طبيعة هذه الدراسة، فرضت على الباحث الأخذ بثلاثة مناهج علمية: الوصفي - وهو المنهج الرئيس في هذه الدراسة – لأنه يصف الظاهرة اللغوية، ويستقريها، ويحللها. والتاريخي؛ لأنه يوضح تطور الظاهرة عبر الحقب. والمقارن؛ لأنه يهدي إلى الأصل اللغوي المشترك، ويبيِّن أوجه التشابه والاختلاف والتميز.