محتوى مبادئ الفلسفة للصف الثالث الثانوي الأدبي في الجمهورية اليمنية

دراسة تحليلية نقدية

Authors

  • صلاح علي بن مدشل أستاذ مساعد بقسم الفلسفة – كلية الآداب – جامعة حضرموت

Abstract

 يعد تدريس الفلسفة في المرحلة الثانوية بابا من أهم أبواب التوجيه الفكري، وذلك بما تمتلكه الفلسفة من مفاهيم نظرية مجردة وقدرة على تشكيل الوعي تساعد على بلورة وتثبيت الدلالات والقيم التي يراد تسويدها.

ونظرا لهذه الأهمية التي تتمتع بها الفلسفة، وجدنا أنَّ من الضروري الوقوف أمام الدرس الفلسفي المقرر على طلاب المستوى الثالث الثانوي الأدبي بالجمهورية اليمنية، لتفحص محتواه ومعرفة المستوى المعرفي والفكري الذي يقدمه ذلك النص، حيث الأمر لا يتعلق بتعلم فلسفة أو فلسفات بقدر ما يتعلق الأمر بتعلم التفلسف.

لهذا كانت لنا وقفة تحليلية نقدية للدرس الفلسفي الملزم تدريسه في المستوى الثالث الثانوي القسم الأدبي، ومن خلال تلك الوقفة وجدنا أن بعض الموضوعات لا تخدم عملية التفلسف والبعض الأخر يصعب فهمه في هذا المستوى من التعليم،   ترتيب الموضوعات يفتقر إلى الاتساق المنطقي، ونتيجة لعدم الالتزام بهذا الشرط فإن خللا معرفيا قد ظهر في عملية التناغم التي يفترض أن تسود بين كل الموضوعات، وقد قدمنا رؤيتنا بهذا الخصوص، كما اقترحنا ترتيبا مغايرا لموضوعات الكتاب. ومن خلال موازنة تحليل موضوعات الكتاب المدرسي وتحليل نفس الموضوعات في مصادر وكتب أخرى، اكتشفنا قصورا في تحليل موضوعات الكتاب المدرسي وقد أبرزنا ذلك.

كما وجهنا تساؤلا إلى مؤلفي كتاب مبادىء الفلسفة حول معايير اختيار الموضوعات وكذا اختيار الفلاسفة والفلسفات، لأن المسألة ينبغي أن تتم وفق ضوابط منطقية وتاريخية، لا وفق أمزجة ورغبات، فلماذا مثلا تم تغييب المدونات العربية الإسلامية حول الأخلاق وتغييب روادها من هذا المنهاج من أمثال الرازي أبوبكر ومسكويه ويحيى ابن عدي وابن حزم والماوردي والمثل الأخلاقي الأعلى عند صوفية الإسلام , إنه أمر غاية في الغرابة، ولا ندري لماذا هذه الانتقائية؟ وما هي معاييرها؟ فكان الأولى أن تكون هذه المدونات وروادها أساس هذا الدرس الأخلاقي لأنها من مكونات النسيج الفكري والثقافي للمجتمع الإسلامي وأقرب إلى عقول ووجدان الطلاب.

 وعرّجنا كذلك على الفلسفة الشرقية وأبرزنا القصور الذي شابها في هذا الكتاب، كما وقفنا أخيرا أمام الفلسفة المسيحية والفلسفة العربية الإسلامية وكذا الفلاسفة العرب وأظهرنا مجمل القصور الذي رافق هذه المواضيع، مما سبب خللا معرفيا واضحا لا يمكن تحاشيه.

وفي الأخير أشرنا إلى أن ما أورده المؤلفون بخصوص الفكر الفلسفي الغربي وتياراته غير كاف لتقديم معرفة واضحة بهذا الخصوص.

 كما أن إغفال فكر النهضة ورواده من عرب ومسلمين ومسيحيين، ترك الباب مفتوحا أمام الكثير من تساؤلات الطلاب التي قد يصعب على مدرس الفلسفة في الثانوية الرد عليها.

Downloads

Published

2024-01-10