انتشار اللغة العربية في الساحل الشرقي الإفريقي
من القرن الثاني إلى القرن التاسع للهجرة/ الثامن إلى السادس عشر للميلاد
Abstract
لقد أولت مصادرنا العربية فيما كتبته عن انتشار الإسلام في بلاد السودان عامة، والساحل الشرقي الإفريقي خاصة اهتماماً واضحاً بكيفية انتشاره، فضلا عن إسلام ملوك بلدان هذه المنطقة، وكانت معلوماتها في هذا المجال غزيرة، في الوقت الذي جاءت معلوماتها عن انتشار اللغة العربية مقتضبة، بل عبارة عن إشارات عامة سنحاول استغلالها لمعرفة مدى وطرق تسرّب التعريب إلى هذه الأصقاع.
على ذلك فالبحث سيتناول العديد من القضايا المتعلقة بانتشار اللغة العربية من حيث أهميتها وتفوقها على اللغات المحليّة، فضلا عن السبل والوسائل التي أسهمت في انتشارها في ذلك الفضاء الجغرافي لتصبح اللغة الرسمية للممالك الإسلاميّة هناك ولغة الدواوين بعد اعتناق السكان للدين الإسلامي. كل ذلك سبقه وجود بعض المراكز الحضرية التي كانت مجالاً للتعريب والأسلمة ، انتشرت على امتداد شريط الساحل الشرقي الإفريقي ، وهي مراكز وضعت بذرتها الأولى بجهود فردية ، نهضت بها جماعات عربية إسلامية ، كانت قد اتخذت من النشاط التجاري أساً لها ، ثمّ تم تغذيتها بتواصل المد الإسلامي القادم من شبه الجزيرة العربية والخليج العربي.