تسميات حروف الجر في النحو العربي المناسبة والوظيفة
Abstract
تعدَّدَتْ -في الدرسِ النحويِّ- تسمياتُ الحروفِ التي تجُرُّ الأسماءَ، فمنها المشهورُ الجلي، ومنها المغمورُ الخفي، وقد توصَّلتِ الدراسةُ إلى وجودِ سبعِ تسمياتٍ لها في الدرسِ النحويِّ، هي الجرُّ، والخفضُ، والإضافةُ، والصفاتُ، والوُصْلاتُ، والمحالُّ، والظروفُ. وتبيَّنَ بالبحثِ أنَّ تلك التسمياتِ مرتبطةٌ بالوظيفةِ التي تؤدِّيها تلك الحروفُ في اللفظِ أو في المعنى، فكانَ هذا الارتباطُ سببًا في تعدُّدِ تسمياتِها، أمَّا الخفضُ وكذا الجرُّ (على وجهٍ مِنَ التفسيرِ) فتسميتانِ مرجعُهما إلى الوظيفةِ اللفظيَّةِ، وهي آليةُ النطقِ التي يُؤدَّى بها عَمَلُ هذه الحروفِ، وذلك بانخفاضِ الحنكِ الأسفلِ عندَ النطقِ بالحرفِ الذي يجري عليه عَمَلُ هذه الحروفِ، وميلِه إلى إحدى الجهتينِ، وأمَّا الجرُّ (في أشهرِ وجهيِ التفسيرِ) وكذا الإضافةُ، والصفاتُ، والوُصْلاتُ فتسمياتٌ ترجِعُ إلى الوظيفةِ المعنويَّةِ السياقيَّةِ، وهي إمَّا إيصالُ معاني الأفعالِ التي ضعفتْ عنِ الوصولِ إلى أسمائها إليها، كما هو الشأنُ في التسميةِ بحروفِ الجرِّ والإضافةِ والوصلاتِ، وإمَّا لإفادتها معنى الاستقرارِ أو أدائها بعضَ المعاني الوظيفيَّةِ كالظرفيَّةِ والتبعيضِ، كما هو الشأنُ في التسميَةِ بالصفاتِ.
وتنبَّهَتِ الدراسةُ إلى أنَّ نسبةَ تسميةِ حروفِ الجرِّ بالمحالِّ والظروفِ إلى بعضِ النحويينَ خطأٌ، سبَبُه خلطُ أولئك النحويِّينَ الذين نُسِبَ إليهم تسميةُ حروفِ الجرِّ بالمحالِّ والظروفِ -الأسماءَ بالحروفِ وإطلاقُهم هاتينِ التسميتينِ على المجموعِ، والمقصودُ الأسماءُ. واستظهرتِ الدراسةُ على فرضِ التسليمِ بإثباتِ هاتينِ التسميتينِ لحروفِ الجرِّ أنْ يكونَ وجهُ التسميةِ بهما إفادتَهما معنى الاستقرارِ، مثلما هو الشأنُ في تسميتِها بالصفاتِ في أحدِ القولَينِ.
وترجَّحَ بالبحثِ أنَّ تسميةَ هذا النوعِ مِنَ الحروفِ بحروفِ الجرِّ أولى لاشتمالِ هذا المصطلحِ على الوظيفتينِ: اللفظيَّةِ الآليَّةِ، والمعنويَّةِ السياقيَّةِ.