التعريف بأهم مصادر التأليف في علم التصريف
Abstract
نشأ علمُ الصرف ، أو التصريف مسائلَ متفرِّقةً في كتب النحو العامَّة ، وبخاصَّةٍ كتابُ سيبويه الذي اشتمل على أكثر موضوعات الصرف ومسائله ، لكن لم تكتمل فيه تلك المسائلُ تصنيفًا وترتيبًا وتبويبًا . وقد توالت بعد سيبويه المصنَّفاتُ التي تناولَتْ موضوعات التصريف ومسائله وأحكامه وأمثلته ، وقد جرى في البحث توزيع هذه المصنَّفات على ثلاثة أنواع :
1 ـ كتب النحو العامة ، كالمقتضب للمبرد، والمفصل للزمخشري، وارتشاف الضرَب لأبي حيان
2 ـ كتب الصرف المختصة ، كتصريف المازني وشرح ابن جني عليه ، وشافية ابن الحاجب وشرح الرضي عليها ، والممتع في التصريف لابن عصفور
3 ـ كتبُ اللغةِ العامةُ ، كالخصائص لابن جني ، والمزهر للسيوطي
وفي مجرى تطور التأليف في هذا العلم جري تهذيبُ أحكامه ، وتنسيقُ أبوابه ، وترتيبُ مسائله بطرائق شتَّى ، بحسب منهج المؤلف والغرض من وضع كتابه ، وكذلك عرضُ موادِّه بصُنوفٍ من الاحتجاج والاستشهاد والتعليل والتفسير .
كان سيبويه الرائدَ في تأليف موضوعات الصرف ومسائله التي جاءت صِنْوًا لموضوعات النحو والإعراب ، ثم جاء المازني ليُفْرِدَ موضوعات هذا العلم بمؤلَّف مختصٍّ بها ، شرحه ابنُ جني في المنصف شرحًا وافيًا جعله في طليعة مصادر هذا العلم .
ثم أخذت مباحث هذا العلم شكلاً أكثر تطوُّرًا على يد ابن الحاجب في ( الشافية ) ثم جاء الرضيُّ في شرحه لها ليهذب موضوعات الصرف ويجمع ما تفرق من مسائله ، ثم جاء أبو حيان بارتشاف الضرَب الذي ابتدع فيه منهجًا جديدًا في التبويب والترتيب لم يسبقه أحدٌ إليه من قبل ، تناول فيه مباحث الأصوات أولاً ، ثم الصرف ، ثم النحو ، بحسب ما تقتضيه مستويات الدرس اللغوي عند المحدثين ، وأخيرًا جاء السيوطي بكتابه ( همع الهوامع ) لتأخذ مباحث الصرف فيه شكلها الأخير من حيث الترتيب والتنسيق والشمول والإحاطة ، مع خاتمة في الخط استوحاها من شافية ابن الحاجب وشرح الرضي عليها .
أما كتب اللغة العامة ، كالخصائص والمزهر ، فقد كان لها سماتها الخاصة في عرض مسائل التصريف وأمثلته ، وشرحها وتعليلها ، إذْ جاء عرض هذه المسائل والأمثلة في مَعْرِض تناول الخصائص العامة للغة العربية .