التوافق بين ابن القيم والمحققين من الحنابلة في مسائل الإيمان بالرسل

Abstract

لقد مَنَّ الله تعالى على هذه الأمة بحفظ كتابه وسُنَّة رسوله ﷺ ، ويسَّر لها من العلم والهدى ما تصفو به عقيدتها وتصحُّ به عبادتها. وقد خصها سبحانه بعلماء أجلاء ورثوا تركة نبيها ﷺ، ونشروا شريعته. وأحيوا ما غفل عنه الغافلون من سنته. وممن كان له لسان صدق في الآخرين من العلماء الربانيين، والأئمة المهديين: ابن القيم، وكذلك طائفة من علماء الحنابلة المحققين؛ كعبد الله بن أحمد، وابن بطة، وابن منده، وغيرهم.

ومن هنا تم اختيار البحث في مسألة مهمة من مسائل العقيدة، فكان عنوان البحث:" التوافق بين ابن القيم والمحققين من الحنابلة في مسائل الإيمان بالرسل"، وقد تناول البحث خمسة مباحث، عرضت من خلالها توافقهم على تأكيد الإيمان بجميع الرسل، وختم النبوة بنبينا محمد  ﷺ، وأنه أُسري وعُرج به بروحه وجسده يقظة، وتوافقهم على الرد على الفلاسفة فيما زعموه من تفسير للوحي والمعجزات، وذلك بهدف بيان العقيدة الصحيحة التي أفادها ابن القيم والأئمة من الحنابلة السابقين في مسائل الإيمان بالرسل.

وقد توصلت في هذا البحث من خلال المنهج الاستقرائي والمقارن إلى نتائج مهمة، منها: توافقهم على وجوب الإيمان بجميع الرسل، وأن من آمن ببعض الرسل وكفر ببعض، أو آمن ببعض ما أنزل الله وكفر ببعض فهو كافر، وأن النبوة خُتمت بمحمد ﷺ ، فلا نبي بعده، وأن صحة الإيمان مشروطة بالإيمان برسالته والشهادة بنبوته، وإنكارهم لآراء الفلاسفة حول النبوات ووحي الأنبياء. فجميعهم أكدوا على وجوب الإيمان بما جاءت به الرسل، وعلى كفر من أنكر وحي الله إلى أنبيائه.