ظاهرةْ حجز الأَماكن في الصُّفُوف الأُولى في المساجد للصّلاة
(حُكمُها وما يَتَرتّبُ عَليْها)
الكلمات المفتاحية:
الحجز، المكان، المسجد، الصلاة، الحكمالملخص
رسالة المسجد سامية فهي أشمل من مجرد أداء فريضة الصلاة شكلياً، وإنما معنى إقامة الصلاة: أداؤها بحدودها وفروضها، وتمام الركوع والسجود والخشوع فيها.
فالعبادات ذات أثر أخلاقي لا بد من تحققه في حياة المصلين. فهي تجدد في ذهن المسلم ذكر الله سبحانه وتعالى خمس مرات.
وتضمّن البحث حكم حجز الأماكن في الصفوف الأولى، مستدلين على ذلك بالأحاديث الصحيحة، وبأقوال العلماء في ذلك.
فمن جلس في مكان، ثم بدت له حاجة، أو احتاج إلى الوضوء، فله الخروج؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من قام من مجلسه، ثم رجع إليه، فهو أحق به».
ومن سبق إلى موضع في المسجد فجلس فيه للصلاة لم يثبت له حق الاختصاص به في صلاة أخرى بعدها، بل من سبق بعدُ إلى ذلك الموضع فهو أحق به، وليس لغيره إزعاجه منه؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه، ثم يجلس فيه».
وينبغي للمصلي أن يتعلم آداب وأحكام المساجد؛ ليعرف حرمتها وصيانتها عن كل ما لا يليق بها، فهي مأوى قلوب المؤمنين يأوون إليها فرارًا من صخب الحياة فيجدون الأجواء الهادئة وراحة البال.
وقد بينا الآثار المترتبة على حجز الأماكن، مع الاستدلال عليها في متن البحث، ومنها:
- تحريم تخطي الرقاب لمن حجز ثم يأتي متأخرًا؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمن جاء متأخرًا: «اجلس، فقد آذيت وآنيت».
- الحجز سبب للبغضاء والشحناء ممن سبق إلى المكان وحُرم منه بسبب وضع عمامة أو غيرها.
- وتضمن البحث التفريق بين التنافس المحمود المنضبط بضوابط الشريعة، وبين التنافس المذموم الذي يسلك فيه المسلم الوسائل غير المشروعة ليصل إلى الغايات النبيلة.
- وتضمن البحث أن الذي يحرص على حجز الأماكن ظالم لنفسه؛ لأنه أخذ ما لم يستحق، فهو مغتصب للمكان وليس استحقاقًا له؛ فالمساجد لله، والناس فيها سواء.
وغيرها من الآثار المترتبة على حجز الأماكن التي تضمنتها نتائج البحث.
سائلين الله تعالى أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وأن ينفع به من كتبه ومن قرأه ومن نشره.
