دور العبيد السياسي والاجتماعي في حضرموت
الكلمات المفتاحية:
العبيد، حضرموت، المجتمع، تجارة الرقيقالملخص
لقد عرف المجتمع الحضرمي العبيد خلال تاريخه القديم، كما استمر وجود العبيد في العصر الحديث، بل زاد عددهم بفعل اشتغال بعض الحضارم بتجارة الرقيق، وساعدهم في ذلك موقع حضرموت الجغرافي المطل على شريط ساحلي طويل وبه ميناءان هما: ميناء المكلا وميناء الشحر، بالإضافة إلى حاجة حكام حضرموت المحليين للعبيد لسد النقص الذي تعاني منه جيوشهم، فشكل العبيد فئة من فئات المجتمع الحضرمي وإن كانت تحتل المكانة الدنيا في هرم هيكله الاجتماعي.
هذا البحث يستكشف دور العبيد السياسي والاجتماعي في حضرموت، لاسيما أن المجتمع الحضرمي قد عرف العبيد في العصور القديمة، وكانوا يستخدمون في الزراعة وخدمة المجتمع الحضرمي خاصة بين فئات المرتبة العليا ومع مرور الوقت كثر العبيد وأصبحت لهم أحياء سكنية خاصة بهم، وامتهنوا عديد المهن والحرف وتطور دورهم على أكثر من صعيد فقد تبوؤا مناصب إدارية وعسكرية وقربهم السلاطين والسادة والمشايخ وحضوا بثقة مالكيهم وقد تعاشروا مع المجتمع الحضرمي بفضل قدرته على التعايش بين جميع فئاته على أساس احترام المكانة الاجتماعية للجميع.
ولئن كان العبيد في عديد المجتمعات قد سعوا للتحرر وخلع جلباب العبودية لما يعانونه من اضطهاد وعبودية وغياب الحقوق، فـإن وضع العبيد في حضرموت قد اختلف فقد منحوا العتق الفردي من قبل مالكيهم، قبل أن يُسن قانون العتق، ناهيك عن الحقوق والامتيازات التي منحها لهم سلاطين حضرموت مما دفعهم إلى الوقوف ضد الانعتاق والتحرر وطالبوا بالبقاء في كنف أسيادهم بل قاموا بالتمرد على سلاطينهم من أجل الحفاظ على وضعهم، لكن تطور الأحداث ومحاربة الرق وتجريمه دوليًا فرض عليهم الاستسلام للأمر الوقع وقبول.
