رصد الأجانب للمتغيرات العمرانية في مدن تريم وسيؤن وشبام في ثلاثينيات القرن العشرين
الملخص
"هناك إقليم كان يُعد أحد أكبر وأقدم المدن الحضارية على وجه الأرض، وظل حتى اليوم غير معروف، ولا يعرفه الناس من الداخل، إنه إقليم حضرموت، حيث تتدفق الينابيع المحلية نادرة الوجود عبر هذا الإقليم، فقد ذكر الكتَّاب القدماء من العرب المدن الثلاث الكبرى والتجارية؛ وهي شبام، وسيؤن، وتريم، دون أن يكون بمقدور أحدهم أن يشير بعض الشيء إلى موقع وأهمية هذه المدن. فيكاد المرء أن يصف تلك المدن التابعة لحضرموت، بأنها مدنٌ عالميةٌ للفن، لأن ما وجدناه هناك من قدرةٍ صحيةٍ ناتجةٍ عن بيئتها الخاصة والمتوفرة في جميع الأنحاء، هناك على الجزيرة العربية، حيث لا يتصور المرء إلا صحراء وسلاسل جبلية جرداء، قد فاق كل توقعاتنا، حيث المباني شاهقة الارتفاع بالصحراء والموجودة منذ أن كانت تعرف أمريكا الأكواخ المتواضعة، فكل واحدةٍ من تلك المدن، من تلك العواصم الكبيرة والصغيرة، التي لا يمكن حصرها، يُقدم مثالًا معماريًّا في أسمى صوره، ويشهد على فنٍّ، لا يُمكن نسبه البتة إلى الشعوب العربية، التي يقابلها المرء هناك اليوم والناس الذين يسكنون فيها، لا يزالون بعاداتهم وتقاليدهم في مرحلة العصر الوسيط". هانس هيلفريتس