التشخيص عند أبي القاسم الشابي
Abstract
يتناول هذا البحث ظاهرة التشخيص باعتبارها وسيلة من وسائل تشكيل الصورة لدى الشعراء، حيث عمدتُ إلى دراسة هذه الظاهرة لدى الشاعر أبي القاسم الشابي في محاولة للكشف عن استفادته من هذه الظاهرة في التعبير عن مكنونات نفسه، باعتبار الشابي ينتمي للمدرسة الرومانسية، والرومانسيون يكثرون من تشخيصهم للأشياء ولمناظر الطبيعة وقوى الإنسان، الأمر الذي يعكس عواطفهم المشبوبة وحسهم المرهف بجمال الطبيعة.
ونظراً لكون الشابي من الشعراء المكثري التشخيص والمؤثرين له، حيث لا تكاد تخلو قصيدة من قصائد ديوانه من التشخيص، فقد اكتفينا بعرض نماذج محددة من شعره؛ ذلك أن استقصاء جميع مظاهر التشخيص سيؤدي إلى التطويل، نظراً لاحتواء ديوانه على أكثر من مائة قصيدة، بعضها اتكأت كل أبياتها على التشخيص، وليس الغرض من هذا البحث إثبات وجوده أو تحديد كميته، وإنما هدف هذا البحث إلى الوقوف على كيفية استفادة الشابي من هذه التقنية التي أتاحتها له قواعد اللغة، بالإضافة إلى إيحاءات هذا الاستخدام وظلاله في الكشف عن مواطن الجمال في شعره .
لكل ذلك تتبعت القصائد الشعرية التي وردت في ديوانه، وعمدت على تحديد النماذج التي سأختارها، متجنباً في ذلك تكرار بعض الصور التي استخدمها الشاعر.
وقد مهدت للموضوع بالحديث عن الصورة الشعرية باعتبار التشخيص وسيلة من وسائل إنتاجها، لينتقل الحديث بعد ذلك عن التشخيص ثم الجانب التطبيقي من شعر أبي القاسم الشابي.