وحـــدانية الإله في القــرآن الكريم
(دراسة عقدية مقارنة)
Abstract
إن موضوع التوحيد من أعظم الموضوعات التي عالجها القرآن, وهذا لا يخفى على كل مسلم, وأهمية هذا التوحيد في الإسلام كونه الأساس الذي تبنى عليه العبادات, والأخلاق ونحو ذلك مما جاء به الإسلام الذي ارتضاه الله ديناً لعباده, وجعله ناسخاً للرسالات السماوية السابقة . ومكث الرسول r ثلاثة عشر عاماً في مكة المكرمة يؤصل هذا التوحيد في النفوس, وتتنزل عليه الآيات القرآنية تطارد الشرك بأشكاله كافة, لتجعل التوحيد مبرّأ من أدرانه, ولتكون واضحة في العقول وضوح الشمس في رابعة النهار, ولذا فقد كانت هداية القرآن الكريم في التوحيد تستهدف تحقيق أقصى ما نصبو إليه البشرية من الحقائق الموصلة إلى اليقين بجلال الله ووحدانيته, وتعريفه بما يتفرع عن هذه الوحدانية من مسائل التوحيد الأخرى التي تتعلق بالنبوّة والمعاد والبعث والجزاء وغير ذلك من الأمور السمعية. لذلك يعد التوحيد من الأصول العظيمة التي بني عليها دين الإسلام, ومن أجله بعث الله رسله إلى خلقه, وقد وصف الله نفسه بالوحدانية في القرآن الكريم في [67] آية في [34] سورة مكية ومدنية, وذكر (الإله) في السور المكية أكثر مما ذكر في السور المدنية ففي المكي ذكر لفظ (الإله) في [23] موضعاً أما السور المدنية فذكر فيها في [11]موضعاً. ولعل فارق العدد يعود إلى الخصائص لكل من المكي والمدني, فمن خصائص المكي: الدعوة إلى التوحيد, وإثبات الرسالة, وإثبات اليوم الآخر, والوعد والوعيد, وجدال المشركين بالبراهين العقلية والآيات الكونية, كما أن من خصائص المدني تفصيل العبادات والمعاملات والحدود وقانون الدولة الإسلامية وسائر شعائر الإسلام مما يناسب التكليف به مع واقع التمكن للمجتمع المسلم.
استهدف هذا البحث إبراز وحدانية الإله ونفي الشريك عن الله, كما استهدف بيان موقف المشركين وأهل الكتاب من وحدانية الإله من خلال كتبهم المقدسة مع بيان رد القرآن عليهم.