(رومية امرئ القيس) قصيدة في الحب لا في استعادة العرش
قراءة سير ذاتية- نصية
Abstract
رغم أن امرأ القيس أنشأ قصيدته المعروفة بالرومية في أثناء سيره نحو النصير الحربي الخارجي (قيصر الروم) كما تدل أبياتها، وفي أثناء غليان صدره على بني أسد قتلة أبيه، وحسرته من عدم الانتصار عليهم، فإن ما سيطر عليها بعمق هو هاجس البحث عن سعادته الخاصة ومحاولة تجسيدها من جديد , انطلاقا من الرؤية التي ظلت تحكم امرأ القيس طيلة حياته، حتى غدا الهدف الرئيس الذاهب إليه في رحلته، وهو الاستنجاد الحربي بالقيصر، غير موجود على مستوى النص إلا بصورة طفيفة إذ طغت عليه مفردات الحياة السعيدة كالمرأة والناقة والفرس والغناء والخمر بمزاياها الفنية العالية.
لقد كشفت القراءة التي أفادت من سيرة الشاعر ومن النص أن امرأ القيس لا اهتمام له بالحرب ولا بالأخذ بثأر أبيه ولا باستعادة الملك إلا من حيث كون الحرب وسيلة لاستعادة حياته الخاصة التي كان يحن إليها بوصفها حلما يمكن استرجاعه، وظل الواقع بكل إشكالاته التي تبدو كبيرة بعد مقتل أبيه وانهيار مملكة كندة في المنزلة الأدنى بالنسبة لامرى القيس، أو في منزلة عدم الاهتمام، وليس كما صورت كتب الأدب.