مستويات القراءة في " كليلة ودمنة "
"باب الحمامة والثعلب ومالك الحزين"
Abstract
انتقلت الدراسات الحديثة لكتاب كليلة ودمنة من الاهتمام بقضايا التاريخ ، والتوثيق ، والترجمة ، ورؤية العلاقات بين الأدب العربي والآداب الأخرى ، وكل ما يتعلق بالنواحي الخارجية للكتاب(1) إلى قضايا داخلية تخص النص من حيث قيمته الفنية ، وطرائق تركيبه اللغوي ، وعناصر القص فيه ؛ كالسرد ، والوصف ، والزمان ، والمكان ، والشخصيات ... ، وقضايا التأثير والتأويل التي تصنع سيرورة الكتاب ، وتكتشف سر بقائه . وفي هذا البحث نركز النظر على مستويات القراءة في الكتاب ، وقد بدأت تتأرجح في الظهور بين مستويين اثنين وثلاثة مستويات ، على ضربين : فيما يخص القارئ من جهة ، وفيما يخص النص من جهة مقابلة ، وتوصلت قراءة النصوص إلى أن المستويات الثلاثة هي الأساسية والسائدة في النص ، وفي القارئ ، مؤكدين ذلك بقراءة عملية تطبيقية لباب : ( الحمامة والثعلب ومالك الحزين ) ، ناظرين إلى طبيعة المكان والشخصيات التي أخذت تثبت هذا الوعي القرائي ذا المستويات الثلاثة وتؤكده ؛ تتدرج من البساطة باتجاه التعقيد ،ومن العاطفة باتجاه العقل ،وهي مستويات يمثل الأول فيها درجة العاطفة وعدم التفكير، والتصديق المطلق لما يقال، وعدم الخبرة والتجربة، ويمثل الثاني درجة التفكير الذي يختلط مع العاطفة والاستفادة من تجارب الآخرين معقله الخبرة والتجربة، أما الثالث فهو الدرجة التي تعتمد على الشك، والتفكير، والتفاعل ، وممارسة التجارب، والاستفادة منها، وتوظيفها بشكل يجلب النفع، ويساعد في التغلب على مشاكل الحياة .