منظمات المجتمع المدني وثقافة العمل التطوعي لدى الشباب
دراسة ميدانية في مدينة تعز
Abstract
تستهدف الدراسة التعرف إلى طبيعة العمل التطوعي المؤسسي في مدينة تعز, ومدى مشاركة الشباب فيه، والوقوف على حجم هذه المشاركة, والقيمة التي يحملها الشباب نحوه, والدور الذي يؤديه في المجتمع, وكذا التعرف إلى المعوقات التي تقف حائلاً دون فعاليته وتقدمه في المجتمع من جانب, والمعوقات التي تؤدي إلى عدم إقبال الشباب على المشاركة فيه من جانب آخر، بالإضافة إلى معرفة آليات تفعيل العمل التطوعي وزيادة إقبال الشباب على المشاركة فيه.
وتعد هذه الدراسة من ضمن الدراسات الوصفية التي تسعى إلى إعطاء تصور دقيق قدر الإمكان حول خصائص موضوع الدراسة, بالاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي من خلال طريقة المسح الاجتماعي بالعينة, وهي العينة القصدية, التي بلغ حجمها (90) حالة باستخدام الاستبانة أداة للبحث الاجتماعي, وذلك خلال الفترة الزمنية من نوفمبر حتى مايو 2010م.
وخرجت الدراسة بالنتائج الأساسية الآتية:
أولاً: يعد غالبية الشباب المشاركين في العمل التطوعي المؤسسي في مدينة تعز من فئة الطلاب وتزيد مشاركتهم كلما ارتفع مستواهم التعليمي, وتتراوح مدة مشاركتهم في العمل التطوعي من سنة إلى أربع سنين, وتتركز مشاركتهم بصفة رئيسية في الأنشطة الخدمية والرعائية, وتتخذ مشاركتهم الطابع الموسمي, أي إنها مشاركة أسبوعية في الغالب.
ثانياً : للعمل التطوعي أهمية اجتماعية قوية نظراً لما له من آثار اجتماعية يقوم بها, في مقدمتها تفعيل ثقافة التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، وتعزيز الولاء والانتماء للوطن وزيادة إشراك الشباب في تنمية مجتمعهم المحلي, وبالرغم من هذه الآثار التي يؤديها العمل التطوعي في المجتمع نجد أن هناك عدداً من العوامل الاجتماعية التي تعيق تقدمه وتطوره , أهمها ضعف الوعي العام بثقافة العمل التطوعي المؤسسي وانخفاض مستوى المعيشة في المجتمع, وهذه العوامل بتأثيرها تؤدي إلى ظهور عوامل أخرى تعيق مشاركة الشباب في الأعمال التطوعية أبرزها تعارض أوقات العمل التطوعي مع التزاماتهم الأخرى وضعف الحوافز المجتمعية وعدم تقدير المجتمع لما يبذله الشباب من جهد مما يشعرهم بعدم جدوى العمل التطوعي على الواقع, إلا أن هناك عدداً من الوسائل والآليات التي يمكن من خلالها تنمية الوعي المجتمعي بأهمية العمل التطوعي وتحفيز الشباب على المشاركة فيه أهمها تكثيف التوعية الإعلامية بأهمية العمل التطوعي.
