وقوعُ (كلّ) في حَيِّزِ النفيِ ووقوعُ النفيِ في حَيِّزِها
Abstract
وقوعُ (كل) في حيِّزِ النفيِ، ووقوعُ النفيِ حيِّزِها إحدى مسائلِ (كل) الكثيرةِ، التي تستحِقُّ النظرَ والتأمُّلَ والتتبُّعَ، لذا سعى البحثُ في الإبانةِ عن دلالةِ (كل) إذا وقعتْ في حيِّزِ النفيِ أو وقعَ النفيُ في حيِّزِها، وتأمُّلِ ورودِ كلٍّ منهما وتتبُّعِ ورودِهما في القرآنِ الكريمِ والحديثِ الشريفِ والأمثالِ والأشعارِ إلى حدِّ عصرِ الاحتجاجِ.
وانتهى البحثُ إلى أنَّ ورودَ (كل) في حيِّزِ النفيِ كثيرٌ، في حينَ كانَ ورودُ النفيِ في حيِّزِها قليلاً، وأنَّ دلالةَ (كل) الواقعةِ في حيِّزِ النفيِ مختلَفٌ فيها: أعلى سلبِ العمومِ بإطلاقٍ هي أم بأكثريَّةٍ أم العكسِ، أقوالٌ ثلاثةٌ، واختارَ البحثُ دلالتَها على سلبِ العمومِ، أي: نفيِ الحكمِ عنِ المجموعِ لا عنِ الجميعِ، غيرَ أنه أحاطَ هذا الاختيارَ بقيدَينِ يمنعانِ الاعتراضَ عليه؛ خدمةً للسياقِ، في حينِ لم يُختَلَفْ في دلالةِ النفيِ الواقعِ في حيِّزِ (كل) من أنَّ (كل) فيه باقيةٌ على عمومِها، وأنَّ النفيَ شامِلٌ لجميعِ أفرادِها. ولَمَّا كانَ النفيُ والنهيُ من وادٍ واحدٍ عَرَضَ البحثُ -كلما عنَّتْ مناسَبةٌ- لـ(كل) الواقعةِ في حيِّزِ النهيِ، ولها إذا وقعَ النهيُ في حيِّزِها