جهود المسلمين لفتح بلاد السند 15هـ - 132هـ
Abstract
البحث بصدد دراسة معطيات المسار الحربي الإسلامي وتداعياته إيجاباً أو سلباً على سياسة الدولة العربية الإسلامية تجاه أقاليم بلاد السند، ويرمي إلى تتبع الخطوات والتدابير الحربية الإدارية والتعيينات للقادة العسكريين، في إطار سياسة الحكام الخلفاء والقادة الأمراء الرامية إلى الحفاظ على أكبر سعة من النفوذ الإداري الإسلامي ببلاد السند وما جاورها من بلاد المشرق.
الدراسة بصدد تتبع محاولات الدولة العربية الإسلامية الحربية بالمشرق الجنوبي، من حيث معطياتها الدينية والإدارية وكيفية التمهيد لها، وتتبع تعاقب أحداثها، ولمعرفة حسن تدبير قياداتها بإمرة الخلفاء، منذ زمن العهد الراشدي إلى ما آل إليه أمرها في نهاية العصر الأموي. وسوف نجد في أثناء الأحداث ونتائجها ما يسوغ اعتماد جملة من الوسائل والسبل العسكرية، التي تعكس بشكل أو بآخر أبعاد السياسة الرشيدة للخلفاء والقادة المسلمين، وتجسد قدراً وافياً من الحكمة في الإدارة والحنكة في المشورة والثبات على العهد.
كان من المفيد معرفة مستوى فن القيادة العسكرية وإجراءاتها التنفيذية وعظمة القدرة القتالية والعفو عند المقدرة والحكمة والاستشارة بين القائمين على شؤون الحرب والإدارة ببلاد السند، وذلك على صعيد سلطة الخلافة أو سلطة الإمارة بالولاية. ليتضح الأمر بأن أثر ذلك كان عظيماً حينما احتفظ المسلمين بالإدارة النافذة على أقاليم شبه القارة الهندية ، وبأن أثر غياب ذلك كان مجلجلاً حينما تعثر الجهد وأنقطع المدد وتبدد نشاط المسار الحربي مراراً.
تطرق البحث تحليلاً أو تعليلاً إلى الصعوبات التى واجهت المسلمين للإحتفاظ بنفوذهم الديني والإداري ببلاد السند ، فلم تكن الجغرافيا والأثنوغرافيا أشبه بما هو سائد في بلاد العرب وفي شمالها وجنوبها ، فالشعاب غير الشعاب والشعوب غير الشعوب . وهذا فرض نمطاً مغايراً في صفات القادة وفي طبيعة السياسة الإدارية والخطط العسكرية وفي كيفية حشد الجيوش ووسائل المدد للعتاد وفي مسار تناقل الأخبار .