مسقط| 16 أكتوبر 2025|
اختتمت مساء أمس الخميس 16 أكتوبر 2025، أعمال منتدى QS للمنطقة العربية بسلطنة عُمان، الذي يُعد منصة رائدة لاستشراف مستقبل التعليم العالي في المنطقة.
وأُقيم بهذه المناسبة حفل بهيج جسّد قمة التعاون الأكاديمي والبحثي، شهد حضورًا لامعًا ضم معالي الأستاذة الدكتورة رحيمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بسلطنة عُمان، ونائب رئيس والمدير التنفيذي لـ QS، ورؤساء الجامعات المشاركة، يتقدمهم رئيس جامعة السلطان قابوس.
شهد الحفل كلمات مهمة ألقاها كل من السيد بن سوتر، نائب رئيس الكيو أس، والدكتور أشوين فيرناندز، المدير التنفيذي للكيو أس في الشرق الأوسط وإفريقيا، والأستاذ الدكتور فهد بن الجلندي آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، ووزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العُمانية، حيث أكدت الكلمات على الدور الحيوي للجامعات العربية في تحقيق التنمية المستدامة ومواكبة الثورة المعرفية العالمية.
وكانت اللحظة الأبرز في الحفل هي تتويج الجامعات الأكثر تميزاً في المنطقة العربية ضمن النسخة الجديدة لتصنيف QS لعام 2026.
وفي اعتراف دولي بمكانتها الأكاديمية والبحثية المتنامية، تم تكريم جامعة حضرموت، حيث اعتلى منصة التكريم الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش، رئيس الجامعة، لاستلام شهادة التميز، ليُسلط هذا التكريم الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها جامعة حضرموت لتلبية معايير التصنيف الدولية، التي ترتكز على مؤشرات دقيقة تشمل السمعة الأكاديمية والوظيفية، شبكة البحوث الدولية، نسبة الطلبة والهيئة التدريسية، عدد الاستشهادات والبحوث لعضو هيئة التدريس، وعدد الأساتذة الأجانب والحاصلين على درجة الدكتوراه. 
وكان منتدى QS قد واصل فعالياته أمس لليوم الثاني والأخير، بعقد ثلاث حلقات نقاشية رفيعة المستوى ركزت على التحديات والفرص المستقبلية، ركزت فعاليات الجلسة الأولى على “القيادة الحكيمة”، حيث ناقشت أهمية القيادة المرنة والمُتعاطفة في إحداث النمو والاستدامة في مؤسسات التعليم العالي بعصر التغيير المتسارع، واستكشفت الجلسة كيف يمكن للقادة المواءمة بين الطموح الاستراتيجي والتعاطف الإنساني لخلق بيئات يشعر فيها الموظفون والطلاب بالتقدير والتحفيز والانتماء، مقدمة أدوات عملية لتعزيز ثقافة مؤسسية مُلهمة.
تلتها جلسة حيوية بعنوان “سباق المهارات”، والتي سلطت الضوء على كيفية تمكين الجامعات من مواكبة التحولات في بيئة العمل بفعل الأتمتة والذكاء الاصطناعي، واستهدفت الجلسة استكشاف سبل تمكين مؤسسات التعليم العالي من استشراف المهارات المستقبلية، ودمج المرونة والإبداع والكفاءة الرقمية في البرامج الأكاديمية، مؤكدة على ضرورة تعزيز الشراكات بين الجامعات وقطاعات الصناعة لردم الفجوة بين التعليم النظري ومتطلبات سوق العمل.
واختُتم المنتدى بجلسة إستراتيجية تحت عنوان “رسم معالم المرحلة القادمة في المنطقة العربية”، تجاوزت المناقشات التصنيفات والإصلاحات الشكلية، وركزت على الرؤى الإستراتيجية للمستقبل.
وقدّم المشاركون مداخلات ثرية حول آفاق العقد المقبل، شملت محاور رئيسة مثل التحول الرقمي، تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي، تعزيز أثر البحث العلمي، ورفع قابلية التوظيف لدى الخريجين.
واتفق قادة التعليم العالي على وضع خارطة طريق مشتركة لتحديد الأولويات الإستراتيجية التي تُحوّل زخم التغيير الراهن إلى نجاح مستدام، يرسّخ مكانة الجامعات العربية في المشهد الأكاديمي العالمي.
