أشجان وأحزان في الذكرى العشرين على شواطئ جزيرة الحب والأمل

988

كتب  أحمد زين باحميد 
—————-
 
تدهشك الجزيرة بكثيب أبيض كالسكر، وساحل بلوري بمياه زرقاء ساحرة، وطيور تحمل ألوانا زاهية، واخضرار يأسر الألباب، ونباتات متنوعة، إنه تنوع بيئي مبهر، فضلا عن سكان من البسطاء الرائعين .
وعندما تحضر الذكريات وتفيض المشاعر فإن الرسم بالكلمات يكون صورة من السحر والجما ل: 
"اليوم أنا في جزيرة سقطرى التي تربطني بها علاقة عمرها نحو أربعة وأربعين عاما وتحديدا منذ أغسطس عام 1977 م"
 هكذا بدأ رئيس الجامعة الأستاذ محمد سعيد خنبش كلمته مضيفا : سعداء ونحن نحتفل بالذكرى العشرين لتأسيس كلية التربية بسقطرى، وتخرج الدفعة السابعةَ عشرة من الطلاب للعام الجامعي 2019-2020 م. 
  سعداء بمرور عشرين عاماً من عمر الكلية تحقق فيها عددٌ من التطورات والمنجزات 
فلقد رفدت  الكلية سوق العمل بأكثر من تسعمائة خريج وخريجة، الغالبية منهم عملوا معلمين ومعلمات وأسهموا في رفع المستوى التعليمي لأبناء الجزيرة.
وبعد ستة أعوام من تأسيسها تطور نظام التعليم فيها من نظام الدبلوم إلى نظام البكالوريوس، وترسخت فيها قواعد العمل الأكاديمي.
عشرون عاماً أصبح خلالها للكلية عمادة ممثلة بالعميد ونائبه من أبناء الجزيرة.
عشرون عامًا ارتفع فيها عدد أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم من أبناء الجزيرة من (عضو واحد) في عام التأسيس إلى (17) عضوًا خلال العام الجاري، وبنسبة بلغت (50%) من إجمالي عدد أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم . 
عشرون عاماً تضاعف فيها عدد الطلاب من 110 طلاب وطالبات في عام التأسيس إلى 532 طالبًا وطالبة خلال العام الجامعي الحالي 2020-2021
عشرون عاماً ارتفعت خلالها نسبة الطالبات من 12% في عام التأسيس إلى 45 % خلال العام الجامعي الحالي 2020-2021 
عشرون عاماً ارتفع فيها عدد البرامج الأكاديمية إلى الضعف فقد وصل إلى أربعة برامج مقارنة ببرنامجين خلال عام التأسيس.
إنها نقطة ضوء وشعاع أمل وطريق بناء لكلية تشق طريقها نحو العُلا.
    وفي غمرة الفرح هناك خيط حزن في عيني رئيس الجامعة، إذ قال : 
حزينون أشد الحزن  لمرور عشرين عاماً ولم يتحقق وجود مبنى خاص بالكلية في الجزيرة.
وحزينون أشد الحزن لمرور عشرين عاماً ولم تُسْتَحْدَثْ تخصصاتٌ تواكب من خلالها الكليةُ متطلباتِ سوق العمل بسبب الضائقة المكانية في المبنى المؤجر.
حزينون أشد الحزن لمرور عشرين عاماً افتقدت الكلية فيها لمساعدة السلطة المحلية لها في تمويل بعض أنشطتها وتحمُّل جزء من موازنتها التشغيلية في ظل غياب الموازنة الحكومية.
حزينون أشد الحزن لمرور عشرين عاماً ولم يوجد للكلية سكن طلابي لأبنائنا القادمين من مناطق بعيدة عن موقع الكلية، وكذلك عدم توفير وسائل مواصلات لنقل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين.
حزينون أشد الحزن لمرور عشرين عاماً جرى فيها التعدي السافر والمُعْلَن على أرضية الحرم الجامعي، وفي محاولات متكررة من قبل عدد من الجهات، في ظل صمت السلطة المحلية عن هذا التعدي.
قلقون أشد القلق على مستقبل أبنائِنا الطلاب بسبب عدم قدرة جامعة حضرموت على دفع إيجار المبنى الحالي للكلية بعد عام 2021 م نظرا لمطالبة مالك المبنى مبلغ إيجار باهظا تعجز الجامعة عن دفعه في ظل عدم توافر الموازنة الحكومية التي تغطي ذلك. اللهم إني بلَّغت، اللهم فاشهد.
إن تصافر الجهود وشحذ الهمم كفيل بحل المشاكل والمعوقات التي تواجه الكلية والتي تفوق  إمكانات وقدرات جامعة حضرموت.
 لذلك أتوجه في كلمتي هذه بالرسائل الثلاث الاَتية:
الرسالة الأولى: للسلطة المحلية
    يجب العمل بصورة عاجلة على توفير مبنى مناسب للكلية قبل نهاية العام الجامعي 2020-2021 م ليتم تهيئتُه وتجهيزُه استعداداً للدراسة خلال العام الجامعي 2021-2022م
الرسالة الثانية: للمجتمع بكافة أطيافه:
  أناشد كافة أطياف المجتمع ( السلطة المحلية، مؤسسات المجتمع المدني, الأحزاب، الشخصيات الاجتماعية, منتسبي كلية التربية)، عليكم الحفاظ على أرض الحرم الجامعي، والتصدي لعمليات السطو والتعدي على هذا الحرم؛ وذلك لأن مستقبل التعليم الجامعي في جزيرة سقطرى مرتبط بشكل مباشر بتوفير البيئة التعليمية التي من أهم ركائزها وجود حرم جامعي لائق ومتكامل, اللهم إني بلغت اللهم فأشهد.
الرسالة الثالثة: لأشقائنا في دول التحالف:
    إن وجود مبنى لكلية التربية بعد عشرين عاما أصبح ضرورة وحاجة مُلِـحَّة، ولأنَّ الجزيرة بحاجة إلى تخصصات جديدة لتلبية احتياجات المجتمع، فان الحاجة مُـلِحَّةٌ أيضًا لإنشاء كلية أخرى في الأقل. وعليه فإنني أناشدكم بضرورة التدخل لبناء كليتين بالإضافة إلى سكن للطلاب واَخر لأعضاء الهيئة التدريسية القادمين من خارج الجزيرة دعما للجزيرة 
انها أشجان وأحزان على ضفاف الجزيرة بشواطئها الساحرة وأشجارها النادرة وأبنائها الأخيار ورسالة صادقة من قيادة الجامعة إلى جزيرة سقطرى أرضا وإنسانا .