صدق العبارة وتشخيص الواقع في كلمة رئيس جامعة حضرموت انتزع إشادة رؤساء الجامعات اليمنية، وجميع الحاضرين.
فالكلمة التي القاها الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت نيابة عن رؤساء الجامعات في الجلسة الافتتاحية كانت بالغة الأثر والتاثير ، لقد كانت الكلمة مصفوفةً بحق، إذْ وضعت النقاط على الحروف بل وضعت الإصبع على الجرح، لذا لقيت إشادة واسعة من رؤساء الجامعات اليمنية، بل واستاثرت بجلسة خاصة برئاسة نائب رئيس الوزراء معالي الدكتور سالم أحمد الخنبشي، وحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي معالي الأستاذ الدكتور حسين عبد الرحمن باسلامة.
نعم، لقدتحدث الأستاذ الدكتور خنبش بإيجاز، ولكن بعمق كبير، ورؤية ثاقبة، وعين مبصرة، وملامسة للوجع الذي ينخر في سلم التعليم الجامعي، تحدث في معاناة الجامعات اليمنية عامة، والحكومية خاصةً، فتحدث معاليه عن:
1- ضعف البنية التحتية التي يمكن من خلالها تبني برامج التعليم الإلكتروني، أضف إلى ذلك عدم وجود اللوائح المنظمة لهذا النوع من التعليم .
2- عدم وجود موازنات تذكر للجامعات منذ أكثر من خمس سنوات، الأمر الذي كان سببا في عدم تنفيذ عدد كبير من الأنشطة الأكاديمية والبحثية في الجامعات.
وعند التفاتته لأعضاء هيئة التدريس كانت عباراته واضحة بينة لا لبس فيها، فقيادة جامعة حضرموت برؤيتها الثاقبة ونظرتها الفاحصة ومتابعاتها المستمرة تدرك جيدا أن حجر الزاوية في العملية التعليمية بالجامعة هم أعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم، لذا جاء الحديث مركزا إذ قال معاليه:
3- ومن بين معاناة الجامعات هجرة العقول وذلك بسبب الأوضاع غير المستقرة في البلد والتدني الكبير في رواتب أعضاء الهيئة التدريسية ومساعديهم مقارنة بدول الجوار.
4- التناقص الكبير في أعضاء هيئة التدريس بسبب طلب أعداد كثيرة منهم المعاش الطبيعي والمعاش المبكر ، بالإضافة إلى عدم اعتماد وظائف أكاديمية وإدارية منذ 2014م بما في ذلك توظيف أوائل الدفعات.
5- عدم اعتماد تسويات أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم وعدم صرفها منذ ثلاث سنوات.
وأكد على ضرورة معالجة القضايا المذكورة آنفا؛ لأن استمرارها سيعمل على إفراغ أقسام علمية بكاملها من أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم.
وأضاف الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت في كلمته: إلا أنني أقف هنا وبشدة أمام مشكلة عدم صرف التسويات الأكاديمية؛ لأن تجاهلها سيعمل على عرقلة استكمال الفصل الدراسي الثاني بسبب تذمر أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم لعدم نيل مستحقاتهم المشروعة، ولكم أن تتخيلوا عضو هيئة التدريس العائد بشهادة الدكتوراه وقد أفنى ريعان شبابه في التعليم والبحث العلمي يعود ويتسلم 16% من راتبه المستحق نحو 40000 ريال يمني ؟؟
لقد عبرت الكلمة عن وجع عميق، وبينت معاناة مزمنة ، وتحدثت بلغة لاينقصها الاستشراف للمستقبل ولاتنسيها مهامها الملقاة على كاهلها ما ينبغي فعله من قبل الجهات المسؤولة في الدولة بكل أجهزتها، فجناحا الجامعات هم طلابها وأساتذتها.