كلمة رئيس جامعة حضرموت بمناسبة حفل تخرج طلابها

36
IMG 20231218 WA0003 1

كلمة رئيس الجامعة في حفل التخرج/ ديسمبر2025م

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ الأكرم، الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسانَ ما لم يعلم، والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدٍ، مُعلِّمِ البشريَّة، وهادي البريَّة، وعلى آلهِ وصَحبِهِ أجمعين.

الأستاذ/ سالم أحمد الخنبشي، محافظ محافظةِ حضرموت رئيس المجلس المحلي

الإخوة/ نُوَّابَ رئيسِ الجامعة، والأمين العام، ومساعديهم

الإخوة/ رؤساءَ الجامعات

الإخوة/ عمداءَ الكلِّيات، ومُديرِي المراكز، ونُوَّابَهم، ورؤساءَ الأقسامِ العلميَّة

الإخوة/ مُديري المؤسَّساتِ الداعمةِ للجامعة

الإخوة/ المديرون العامُّون لمكاتب الوزارات في محافظة حضرموت

الإخوةُ الضيوف

الزملاء/ أعضاءَ هيئةِ التدريسِ ومساعديهم

الإخوة/ موظَّفَي الجامعة

أبنائي الطُلَّاب

الحاضرون جميعًا:

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه

اسمحوا لي في مُستَهَلِّ هذه الكلمة أن أُرحِّبَ بالأستاذ سالم أحمد الخنبشيّ محافظِ محافظةِ حضرموت،  رئيسِ المجلسِ المحلي، وأن أتقدَّمَ إليه بالتهاني لنيلِهِ ثقةَ القيادةِ السياسية وتعيينِهِ محافظًا للمحافظة، وندعو اللهَ أن يُعينَهُ على هذه المسؤولةِ الجسيمةِ في هذه الظروفِ الصعبة، كما نتقدَّم بالشكرِ والتقديرِ والامتنانِ للأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، محافظِ المحافظةِ السابق، على جهودِهِ التي بذلها في خدمةِ المحافظة، ودعمِهِ المستمرِّ لجامعة حضرموت، ورعايةِ أنشطتِها المختلفة.

الحفلُ الكريم:  

أُرحِّبُ بكم في هذا الاحتفالِ البهيجِ الذي تُقيمُه جامعةُ حضرموت، بمناسبةِ تخرُّجِ الدفعةِ السابعةِ والعشرينَ من حَمَلَةِ البكَلَارْيُوس، والدفعةِ الثانيةِ والعشرين من حَمَلةِ الماجستير، والدفعةِ السادسةِ من حَمَلةِ الدُّكتوراه.

نحتفلُ اليومَ بخرِّيجينا للعام الجامعي 2024-2025م، وعددُهم ألفانِ وثلاثُمائةٍ واثنا عشَرَ خِرِّيجًا، منهم ألفانِ ومائةٌ وأربعةٌ وعشرونَ خريجًا من حَمَلَةِ البكَلَارْيُوس، ومائةٌ وواحدٌ وتسعونَ من حَمَلةِ الدكتوراه والماجستير.

ونفخرُ اليومَ  بخريجاتِنا وعددُهُنَّ مائةٌ وثلاثٌ وخمسون خريجةً من فرع كلية التربية بالمكلا في دوعن، كما نفخرُ بنجاح تجربةِ برنامجِ تعليمِ الفتاةِ في الريف، الذي تمَّ تمويلُهُ من مؤسستَي صِلة والعَوْن للتنمية، الذي شمل مديريات: دوعن، وعَمْد، وحريضة، وحورة وادي العين، ونأمل أن يستمر البرنامج ويتوسع؛ ليشمل مديرياتٍ ريفيةً أخرى، وأن تسهم مؤسساتٌ أخرى في عملية التمويل.

وبذا تكونُ جامعةُ حضرموت –منذُ تأسيسِها- قد رَفَدَتْ سوقَ العمل بثمانيةٍ وأربعين ألفًا وثلاثِمائة وثلاثةٍ وعشرين ألفَ خِرِّيج من حَمَلةِ البكَلَارْيُوس والماجستير والدكتوراه.

أبنائي الخرِّيجين:

أُحيِّيكم جميعًا في هذا اليومِ البهيّ، يومِ الحِصادِ وجَنْيِ الثِّمار، الذي تتجسَّدُ فيهِ أسمى مَعاني الفرحِ والفَخْر! إنَّه يومُ تخرُّج كوكبةٍ جديدةٍ من فُرسانِ المعرفةِ من جامعة حضرموت، ليحملوا مشاعلَ العلمِ والنُّور إلى ميادين العمل والإنجاز.

يا حملةَ البكَلَارْيُوس، ويا حملةَ الماجستير، ويا حملةَ الدكتوراه:

هنيئًا لكم هذا الإنجاز المستحق! لقد بذلتم جهدًا صادقًا، وسهرتم لياليَ طويلة، وتحديتُمُ الصِّعاب، فكان النجاحُ حليفَكم. إن شهادتَكم ليست مجرَّد ورقة، بل هي دليلٌ على إرادةٍ لا تلين، وعقلٍ مستنير، وروحٍ متطلعة للتميز! لقد استثمرتُم أغلى ما تملكون، وهو وقتُكم وجهدُكم، فبوركتْ مساعيكم.

وفي هذا الحفلِ، يتألَّقُ بيننا ثُلَّةٌ من أبنائِنا وبناتِنا الذين نالُوا مراتبَ الشرفِ والتميُّز! فيسرُّنا اليومَ أن نُكرِّم على وجهِ الخُصُوص:

حملةَ شهادةِ الدكتوراه المبرِّزين: أنتم مستقبلُ البحثِ العلمي، وبتعمُّقكم في المعرفة، تفتحون آفاقًا جديدةً لحل مشاكل المجتمع، والإسهامِ في تطوُّره.

حملةَ شهادةِ الماجستير المتميزين: إنَّكم خيرُ دليلٍ على مواصلةِ التعلُّم، والحرصِ على التخصصِ الدقيق، فأنتم الجيل القادم من القادة والأكاديميين.

الأوائلَ والمتميزين من حملةِ البكَلَارْيُوس: أنتم النُّخبةُ الواعدةُ التي ستبدأ مسيرة العطاء المهني، ونتوقع منكم الكثير في خدمة مجتمعكم.

تكريمُنا لكم اليومَ هو تقديرٌ للعلم، وتنويهٌ بالتفوُّق. فلتكونوا دائمًا قدوةً حسنةً لزملائكم.

وبهذهِ المناسبةِ البهيجةِ أُهنِّئُ أبنائي الطُّلَّابَ جميعًا بتخرُّجِهِم، كما أُهنِّئُ أبنائي الطلابَ الأوائلَ، والحاصلين على مَرتبةِ الشرف؛ لتميُّزِهم، وأدعو للجميعِ بأنْ يُرافقَهم التوفيقُ والنَّجاحُ في مُستقبَلِ أيَّامِهِم، والقادمِ من أعمالِهم.

أبنائي الطلاب:

حُقَّ لكم أن تفخروا وتفخروا وتفخروا بجامعتِكم؛ لأنها جامعةٌ تمتلك رؤيةً واسعة، وطُمُوحُها ليس له سقف، وتسعى إلى أنْ تكونَ جامعةً عالميةً في المستقبل. ففي  العام الماضي استطاعتِ الجامعةُ أن تدخلَ تصنيف QS   العالمي، وأن تُحافِظَ على موقعها فيه لعامين متتاليين، في إنجازٍ يعكس جودةَ أدائها الأكاديمي والبحثي، ويؤكِّدُ قدرتَها على المنافسةِ في المشهدِ العلميِّ العالمي.

إنَّ هذا الإنجازَ التاريخيَّ يضعُنا جميعًا في رئاسةِ الجامعةِ، وعماداتِ الكُلِّياتِ، وجميعِ منتسبي الجامعة؛ من أعضاء هيئة التدريس، ومساعديهم، والموظفين، والطلاب، أمامَ مهمةٍ صعبة، هي الحفاظُ على هذا المُنْجَز، والتقدمُ بثباتٍ في التصنيفات العالمية.

وبهذه المناسبة نتقدم بالشكر والتقدير والامتنان لجميعِ منتسبي الجامعة، من أعضاءِ هيئة التدريس، ومساعديهم، والموظفين، والطلاب، على الجهود التي بذلوها لإيصالِ الجامعةِ إلى هذا المستوى المتميز.

ومِمَّا يؤكد أنَّ جامعةَ حضرموت تمتلكُ رؤيةً واسعةً، وطموحاتٍ ليس لها حدود، هو ما شَهِدَته الجامعةُ في نهايةِ الشهر الماضي من فعالياتٍ علميةٍ متنوعةٍ شملت عُرسًا إبداعيًّا هو الأوَّلُ في تاريخِ الجامعة، ألا وهو تدشينُ الهاكثون الأوَّلِ في جامعةِ حضرموت، وقد تزامَنَ هذا الحدثُ مع افتتاحِ مركزِ ريادةِ الأعمال الطلابية، وكذلك انطلاقُ الأسبوعِ الدوليِّ الرابعِ للبحثِ العلمي، ويبرهن هذا على أنَّ جامعةَ حضرموت تُوْلِي البحثَ العلميَّ مكانةً مِحوريةً في رسالتِها الأكاديمية، ومَسارِها التنموي، إيمانًا منها بأنَّ العلمَ والبحثَ والابتكارَ هي الأسسُ الحقيقيةُ لأيِّ نهضةٍ شاملة. ويُجسِّدُ التزامَ الجامعةِ بتعزيزِ بيئةِ البحثِ التطبيقي، وتبادلِ الخِبْراتِ العلمية، وتوطيدِ علاقات التعاونِ معَ مؤسساتِ التعليمِ العالي في الداخلِ والخارج. وستشهدُ الجامعة في أواخرِ هذا الشهرِ أسبوعًا للتطويرِ الأكاديميِّ، وهو ما يؤكِّدُ أنَّ جامعةَ حضرموت قد وضعت نَصْبَ عينَيْها أنَّ التطويرَ ليسَ تَرَفًا أو خِيارًا، بل هو ضرورةٌ إستراتيجية، والتزامٌ تُجاهَ طلابِنا ومجتمعِنا، يَفرِضُ علينا البقاءَ في طليعةِ الابتكارِ الأكاديمي.

أبنائي الخريجين:

إنَّ تخرُّجكم هو أَذَانُ بدايةٍ جديدة! العالَمُ ينتظركم! وهو عالَمٌ متغيرٌ وسريعُ الخُطا! إن واجبَكم اليومَ لا يقتصرُ على ممارسةِ مهنتكم، فاسمحوا لي أن أُقَدِّمَ إليكم بعضَ النصائح:

أولًا: لا تتوقفوا عن القراءةِ والاطلاع، وتطويرِ مهاراتكم، فالعِلْمُ رحلةٌ لا تنتهي.

ثانيًا: كونوا سُفراءَ لجامعتكم بأخلاقِكم وإخلاصِكم وتفانِيْكم.

ثالثًا: عليكم تسخيرُ معارفِكم التي اكتسبتموها في خدمةِ قضايا مجتمعِكُم، والإسهامِ في رِفْعةِ وطنكم.

رابعًا: لا تخافوا الفشل، بل اتخذوه درسًا لتصحيح المسار، ومواجهة التحديات بمرونةٍ، ولا يَحْطِمَنَّكمُ الواقعُ المُحبِط، وانْبعِثُوا من تحت رُكامِ الإحباطِ بأملٍ لا يَنطفئ، وهِمَّةٍ لا تلين.

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نتوجه بخالص الشكر والعرفان إلى:

الأُسرِ الكريمةِ والأهالي: الذين كانوا السند والدعم، وها هُمْ، بدموع الفرحِ اليومَ، يجنون ثمرةَ صبرِهم وتضحياتِهم.

وأعضاءِ هيئةِ التدريس ومساعديهم: القلوبِ النابضةِ بالعطاء، الذين لم يبخلوا بجهدٍ أو عِلم، فكلُّ التقديرِ لرسالتِكم السامية.

وجميعِ العاملين بالجامعة: على جهودِهم العظيمةِ في تهيئةِ البيئةِ التعليميةِ المثالية.

أيُّها الحفلُ الكريم:

إنَّهُ من الواجبِ عَليَّ، قبلَ أن أختمَ حديثي، أن أتقدَّم بالشكر جزيلًا، والتقديرِ خالصًا، للأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، محافظِ محافظةِ حضرموت السابق، رئيسِ المجلس المحلي، على رعايتِهِ الكريمةِ لهذا الحفل، ودعمِهِ المشكورِ للجامعةِ وأنشطتِها، وأتقدَّمَ بالشكر والتقدير لكل من أسهم ويُسهم في تطوير جامعة حضرموت، ونخصُّ بالذِّكْرِ المهندسَ عبدالله أحمد بقشان رئيسَ مجلسِ أمناءِ الجامعة، وبقيةَ المؤسسات الداعمة، ولا سيما مؤسسة صلة للتنمية، وبنك بن دول الإسلامي للتمويل الأصغر، وأقف هنا لأسجِّل إشادتي وافتخاري بالشراكة الإستراتيجية والنموذجية التي تجمع بين جامعة حضرموت والسلطة المحلية بمحافظة حضرموت.

 كما أتقدم بالشكر والتقدير لنيابتَي شؤونِ الطلاب والدراسات العليا، وعماداتِ الكليات، ولا أنسى الجنود المجهولين من عاملينَ ولجانٍ تنظيميَّةٍ في نيابة شؤون الطلاب، والإدارة العامة للاستثمار والإدارة العامة للمنشآت بالجامعة، على جهودهم في الإعداد لهذا الحفل وتنظيمِهِ وإنجاحِه.

ومسكُ الختام شكري الخالصُ لكم أيها الحضور، فقد زدتُم حفلَنا بحضورِكم بَهاءً على بهاءٍ، ونورًا على نور.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.