بحضور فلسطيني له دلالاته ومعانيه: جامعة حضرموت تسدل الستار على الذكرى الثلاثين لتأسيسها

124
IMG 20231231 WA0036

كتب: أحمد زين باحميد

حضرت حضرموت برجالاتها.. وجاءت فلسطين بوشاحها الكوفية الفلسطينية، إذ توشح الضيوف وقيادة الجامعة وهيئات التدريس والموظفون بوشاح العزة والكرامة .. عزة غزة .. وإباء غزة .. ونخوة غزة ..وصمود غزة في زمن الخنوع والإذلال .. وزمن تبدل المفاهيم والقيم .. في زمن العهر السياسي .. والنفاق المفضوح والمعايير الدولية المقلوبة لدول الكفر  قاطبة، ومن تماهى معها من الدول الحليفة الخانعة .

IMG 20231231 WA0046

جاء الحفل ليبعث رسالة مؤازرة من حضرموت الشموخ لغزة العز والكرامة، ونصرة للأقصى الشريف،

وعلى بركة الله صدحت آيات كريمة، فدعاء بنصر غزة، فلمسة وفاء لجيل التأسيس في تسعينيات القرن العشرين، ووضع المداميك الأولى لبناء الجامعة، فكانت كلمة الأستاذ الدكتور سالم عوض رموضة أول نائب لأول رئيس ومؤسس  للجامعة عام 1993م،

قال: إنه لشرف رفيع للغاية أن أقف في هذا الصباح البهيج لألقي كلمة المؤسسين الذي كان بالأمس حلمًا يراود أبناء حضرموت، فأصبح اليوم حقيقة ماثلة للعيان. معددًا أسماء كانت لها بصمات في لحظة التأسيس، المؤسس الأستاذ الدكتور علي هود باعباد، الأخ محمد علي العيدروس أول أمين عام للجامعة، الأستاذ الدكتور عبدلله صالح بابقي مستشار رئيس الجامعة عضو اللجنة العلمية والخبير التربوي، السوداني محمد محمود الخوالدة مستشار رئيس الجامعة عميد كلية التربية جامعة اليرموك، وآخرون مثل الأستاذ مصطفى زين العيدروس أستاذ اللغة الإنجليزية، والمهندس صالح عبدالله العشاني المدير العام للمؤسسة العامة للإنشاءات والتركيبات الصناعية، والمهندس فؤاد حسن  باشميلة، والمحافظ صالح عباد الخولاني، والعلامة عبدالله محفوظ الحداد، والقاضي مفتي الديار الحضرمية عبدالرحمن عبدالله بكير، ورئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور محمد سعيد العمودي، والمشايخ صالح باثواب بعدن، وعبدالخالق محمد بامطرف بالمكلا، ومحفوظ شماخ بصنعاء، مضيفًا: لا أريد أن أنسى أحدًا، لكن لكثرتهم هؤلاء جزء منهم.

IMG 20231231 WA0048

IMG 20231231 WA0024

IMG 20231231 WA0045

IMG 20231231 WA0044

لمسة وجدانية ربما حركت مشاعر من عاصروا التأسيس، وربما ذرفت عيون آخرين، ذكريات لن تنسى .

بعدها كانت كلمة ختام الفعاليات لتأسيس الجامعة .. كلمة الوداع لعام حافل سيبقى خالدًا في سجل الجامعة، فكانت نبرة رئيس الجامعة تنبئ عن لحظة وداع وإسدال الستار على إنجازت سيحفظها التاريخ في سجل جامعة حضرموت، فبدأ الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس الجامعة كلمته بقوله:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتم النبيين، سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبِهِ أجمعين.

-الإخوة مؤسسي جامعة حضرموت

-الإخوة نُوَّاب رئيسِ الجامعة، والأمين العام، ومساعديهم

-الإخوة رؤساء الجامعات

-الإخوة عمداء الكلِّيات، ومُديرِي المراكز، ونُوَّابهم، ورؤساءَ الأقسامِ العلميَّة

-الإخوة المُديرون التنفيذيون للمؤسَّسات الداعمة

-الإخوة الضيوف الكرام

-الإخوة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم

-الإخوة  موظفي الجامعة

-أبنائي الطُلَّاب وأُسَرَهُم

-الحاضرون جميعًا:

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه

أُرحِّبُ بكم في الحفل التكريمي والختامي لفعاليات الذكرى الثلاثين لتأسيسِ الجامعة، الذي يتزامنُ مع تخرُّجِ الدفعةِ الخامسةِ والعشرين من طلابِ البكَلَاريُوس، والدفعةِ العشرينَ من طلابِ الماجستير، والدفعةِ الرابعةِ من طلابِ الدكتوراه، في جامعةِ حضرموت للعام الجامعي 2022-2023م.

وبهذه المناسبةِ البهيجةِ نتقدَّمُ بالتهاني القلبيَّة لجميعِ الطلابِ الخرِّيجين عامَّةً، وللطلابِ الأوائلِ وحائزي مرتبةِ الشرفِ خاصَّة، وأدعو لكم جميعًا –يا أبنائي- بأن يُرافِقَكم التوفيقُ والنجاحُ في مستقبلِ أيَّامِكم، والقادمِ من أعمالِكم.

إنَّ بلوغَكم – أبنائي الخرِّيجين- هذا اليومَ الأغرَّ إنَّما هو بتوفيقٍ من اللهِ وتسديد، وعونٍ منه وتأييد، ثمَّ بجُهدٍ منكم ومُثابَرة، وجِدٍّ في التحصيلِ ومُصابَرة، فَحُقَّ لكمُ اليومَ أن تبتهجوا وتفرحُوا، وحُقَّ لأهلِكم أن يفخروا بكم، وحُقَّ لنا -في جامعة حضرموت- أن نحتفلَ بهذهِ المناسبةِ البهيجة.

ولا ننسَى الجهودَ المبذولَةَ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ ومساعديهم، فإنَّ تميُّزَ طلابِنا وتفوُّقَهُم لـهُوَ نتاجُ تعليمهم، وعُصارةُ خبرتِهم، وثمرةُ غرسِهم، وإنَّهم لشركاء في مجدِ هذا اليومِ وفخرِه.

ليمضي مبتهجًا وهو يستذكر عامًا حافلًا وتاريخًا لجامعة يفخر أنه قاد سفينتها مع ثلة من الأفاضل الذين عركتهم الحياة، وصقلتهم التجارب والمحن. ليضيف قائلًا:

جامعةُ حضرموت تحتفلُ اليومَ بتخرُّجِ ألفَينِ ومائتينِ وعشرينَ خريجًا من حَمَلَةِ البكَلَاريُوس، وثلاثين من حَمَلةِ دبلوم الدراسات العليا، ومائةٍ وثلاثةٍ وأربعينَ خريجًا من حَمَلةِ الماجستير، وثمانيةِ خرِّيجينَ من حَمَلةِ الدكتوراه.

وبذا تكونُ جامعةُ حضرموت قد رَفَدَت سوقَ العمل –منذُ إنشائها- بأكثرَ من اثنين وأربعينَ ألفًا ومائتينِ وعشرينَ خِرِّيجًا من حَمَلةِ البكَلَاريُوس في التخصصات الهندسية، والطبية، والتربوية، والعلوم الإدارية، والبيئية، والتطبيقية، وكذا تخصصات العلوم، والآداب، والقانون، والحاسبات وتقنيَّة المعلومات، بالإضافةٍ إلى ألفٍ وثمانيةٍ وعشرينَ خريجًا في مساقات الماجستير والدكتوراه.

ومضت نصيحة الأب المربي بعبارات كهذه:

أبنائي الخريجين:

وأنتم تغادرون مقاعدَ الدراسةِ في جامعةِ حضرموت بعدَ سنواتٍ من التحصيلِ العلمي، سنواتٍ كان عنوانُها التعبَ والسهر، سنواتٍ تشكَّلت فيها هُويَّتِكم، بفضلِ ما تلقيتُم من معارفَ ومهاراتٍ في قاعاتِ المحاضرات، والمعاملِ والمختبرات، بالإضافةِ إلى انخراطِكم في الأنشطةِ الطلابيةِ المتنوِّعة، التي صقَلَتْ مواهبَكم، ونمَّت فيكم مواطن الإبداع والتميز.

فحُقَّ لكم اليوم أن تفخروا بجامعتكم؛ لأنَّها تتميز عن غيرها من جامعات الوطن بعدة من الميزات، التي أشرنا إليها في إشهار نادي الخريجين بجامعة حضرموت، في صباح أمس.

أيُّها الحاضرون الكرام:

يتزامنُ احتفالُنا هذا العامَ مع اختتام فعاليات الاحتفال بالذكرى الثلاثينَ لتأسيسِ الجامعة، وقد قامت الجامعة بتنظيم ثلاثين فعالية ضمَّتها أربعة أسابيع هي:

– الأسبوعُ الثالثُ للجودة، وتم تنظيمه في شهر فبراير 2023م.

– الأسبوعُ الثالثَ عشرَ للطالب الجامعي، وتم تنظيمه في أشهر فبراير، مارس، مايو 2023.

– الأسبوعُ الثالثُ للبحث العلمي، ونُظِّمَ في أكتوبر 2023م.

– الأسبوعُ الأولُ لخدمة المجتمع، ونُظِّمَ في نوفمبر 2023م.

وقد تضمَّن  برنامجُ الاحتفالِ بالذكرى الثلاثين لتأسيسِ الجامعة ثلاثين فعاليةً، وكان الهدفُ من اختيارِ هذا العددِ من الفعاليات هو إرسالَ ثلاثِ رسائلَ:

الرسالةُ الأولى: أنَّ جامعةَ حضرموت ظلَّت على مدى الثلاثين عامًا من عُمرها نِبراسًا مُضيئًا في سماءِ العلمِ والمعرفةِ والبحثِ العِلميِّ وخدمةِ المجتمع.

الرسالةُ الثانية: أنَّ جامعةَ حضرموت قد بلغت مرحلةً من النُّضجِ في مختلِفِ المجالاتِ الأكاديميَّةِ، والبحثيَّةِ، وخدمةِ المجتمع، بالإضافةِ إلى إدارةِ ملفِّ الأنشطةِ والجمعياتِ الطلابية.

الرسالةُ الثالثة: أنَّ جامعةَ حضرموت تستقبلُ عقدَها الرابعَ -بإذن الله تعالى- بمزيدٍ من النجاحاتِ والعزمِ والإصرارِ، شاقَّةً طريقَها في بيئةٍ شاقَّة، تزدحمُ فيها المعوِّقاتُ والظروفُ الصعبةُ والمعقَّدة؛ بسببِ وضعِ البلادِ وتداعياتِ الأزمةِ الخانقة، لكنَّ الجامعةَ تمضي قُدُمًا نحوَ المستقبل، تحدوها الثقةُ بالله، وتُنعشها روحُ الأملِ والتفاؤلِ بغدٍ أفضل.

إن جامعة حضرموت اليوم تسدل الستار على ثلاين عامًا من التميز والإبداع والعطاء. وتوجه بكلمته إلى الحضور قائلًا:

أيُّها الحضورُ الكرام:

قدَّمت جامعةُ حضرموت باحتفالِها بالذكرى الثلاثين لتأسيسها نموذجًا غيرَ تقليديٍّ في فلسفةِ الاحتفالاتِ؛ إذ اتَّسَمَ برنامجُ الاحتفالِ بالتنوُّعِ، والشّمُولِ، والتكاملِ، وتحوُّلت الجامعةُ خلالَ هذا العام 2023م إلى خَليَّةِ نحلٍ نشطةٍ، تعملُ بانسجامٍ وتناغُمٍ في التحضيرِ والإعدادِ والتجهيز، فبدأت في فبراير 2023 بتنظيمِ أسبوعِ الجودة، ثمَّ أسبوعِ الطالبِ الجامعي خلال المدة من مارس إلى مايو، تلاهما أسبوعُ البحثِ العلميِّ في أكتوبر، ثم أسبوع خدمةِ المجتمع في نوفمبر، وكان مسكُ ختامِ الاحتفالاتِ هو حفلَ إشهارِ نادي الخريجين بجامعة حضرموت، الذي نُظِّمَ في صباحِ أمسِ الأربعاء السابعِ والعشرين من ديسمبر.

لقد شارَكَ في هذه الاحتفالاتِ كثيرٌ من أعضاءِ هيئة التدريسِ ومساعديهم، ومن الموظَّفين، ومن الطلاب، وحَضَرَ هذهِ الفعالياتِ جمعٌ غفيرٌ من منتسبي الجامعةِ والمؤسساتِ الحكوميةِ ذاتِ العلاقة، ومنظَّماتِ المجتمعِ المدني.

أيُّها الحضورُ الكرام:

إنَّ احتفالَنا بالذكرى الثلاثين لتأسيسِ الجامعة، بفعالياته الثلاثين، لـهُوَ قِصَّةُ نجاحٍ ألَّفَها جمعٌ متناغِمٌ من منتسبي الجامعة، من أعضاءِ هيئتها التدريسية ومساعديهم، ومن موظفيها، وطلابها، وكَسَتْها بهاءً مشارَكةُ الجامعاتِ التي تربطها بجامعة حضرموت شراكاتٌ علميَّة، وانصهرت هذه الجهودُ كلُّها في بوتقةٍ واحدةٍ هي هذه الاحتفاليَّةُ الرائعة.

ونستغلُّ هذه المناسبةَ لتكريمِ مؤسسي الجامعةِ الأوائل، والذين كان لهم الفضلُ بعدَ الله –سبحانه وتعالى- في وضعِ اللبِنَاتِ الأولى في هذا الصَّرحِ العلميِّ الشامخ، كما سيتم تكريمُ الباحثِ المتميِّز، وعددٍ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ المتميزين في البحثِ العلمي، بالإضافةِ إلى تكريمِ الطلابِ الأوائلِ، والحاصلينَ على مرتبةِ الشرف.

ولم تغب عنه وضع لمسة وفاء في ختام كلمته، مسدلًا الستار على أعوام مضت، بل عبر عن مكنون مشاعره بقوله:

وقبل أن أختم حديثي؛ أجدُ أنَّهُ من الواجبِ عليَّ -وأنا في هذا المقام- أنْ أتقدَّمَ بالشكرِ جزيلًا، والتقديرِ وافرًا، لكلٍّ من:

-مؤسسي جامعة حضرموت، والذين سيتمُّ تكريمهم اليوم.

-رؤساءِ الجامعةِ السابقين، ونُوَّابِهم الحاليين والسابقين، ومساعدي النوَّاب، رحِمَ اللهُ من تُوفِّيَ منهم، وحَفِظَ اللهُ الأحياء.

-عُمداءِ الكليَّات، ومُديري المراكز، ونُوَّابِ العمداء، ورؤساءِ الأقسامِ العلميَّة، وأعضاءِ هيئةِ التدريسِ ومساعديهم.

-الأمناءِ العامِّين للجامعة، ومساعديهم، والمديرين العامِّين، ومُديري الإدارات، ورؤساءِ الأقسامِ الإدارية بجامعة حضرموت، وموظفي الجامعة.

والشكرُ موصولٌ لكلِّ مَنْ أسهم في إنجاحِ فعاليات احتفال الجامعة بالذكرى الثلاثين لتأسيسها، نشكرُ كُلًّا باسمِهِ وصِفتِه، وكذلك الذين أسهموا في إنجاحِ هذا الاحتفال التكريمي والختامي.

ومسكُ الختام: شكرًا لكم أيُّها الحاضرونَ جميعًا،

وفَّقَ الله الجميعَ لما فيه الخير،

والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته.

هكذا وصلت الجامعة إلى مرفأ السنين، ترقب بعين ثاقبة فاحصة ما تحمله الأيام، وما يقدره المولى جل في علاه من آمال عراض، وأحلام تحقق لنا عزةً ونصرًا وتوفيقًا في جميع شؤون حياتنا .

IMG 20231231 WA0043

IMG 20231231 WA0042

IMG 20231231 WA0031

IMG 20231231 WA0029