حضور أربعة رؤساء جامعات من محافظة حضرموت، صورة مشرفة ، وصورة مبهرة، ورسالة معبرة ذات دلالات عميقة، بأن حضرموت أيقونة علم وحاضنة حضارة وشامة على جبين التاريخ .
أنها حالة فريدة أن يحضر أربعة رؤساء جامعات من محافظة واحدة من بلد عربي في دورة المجلس الثانية والخمسين المنعقدة بمصر العربية مارس الجاري .
واختيار الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت نائبا لرئيس الدورة الحالية وسام شرف نعتز به ، ويضاعف علينا المسؤوليات كما جاء على لسان رئيس الجامعة.
فحضور رؤساء جامعات حضرموت والاحقاف والريان والأندلس ،كان بمثابة رسالة واضحة بينة تؤكد مكانة حضرموت العلمية يوم إن كانت تتربع على عرش الصحافة القلمية في النصف الأول من القرن العشرين.
فهذا المفكر الكبير محب الدين الخطيب يصف الوثبة الناهضة للحضارمة منتصف القرن العشرين بقوله في العدد الاول لصحيفة التهذيب
وبينما الأقطار العربية في مسيس الحاجة إلى التعارف والتعاون على تكوين مستقبلها الادبي والقومي إذ بوادي الاحقاف يطل على اوطان العروبة والإسلام بطلعة الخطيب المصقع، والمصلح الحكيم والمرشد الناصح، كل هذه الصفات وجدتها في صحيفة التهذيب التي أطلت من الديار الحضرمية من جوف بلاد العرب فصافحنا بها قطرا عربيا شقيقا، وشعبا مجيدا نشيطا، وطائفة من الشباب الناهض وكنت نفسها على العمل في سبيل الله والوطن .
واليوم نرى حضرموت بداية القرن الجديد ورؤى العصر الحديث، واحلام واشواق الغد المشرق والقادم باذن محملا بالخير والبشريات، وقد أتت بهذا الحضور الفريد والنوعي المتميز أربعة رؤساء جامعات عربية أعضاء بالاتحاد تلك منقبة شريفة لرقعة جغرافية محددة بأنها محافظة حضرموت .
فقال الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت أن مشاركة جامعة حضرموت إلى جانب عدد آخر من الجامعات الأهلية في حضرموت وأخرى في اليمن كان بمثابة رسالة إيجابية حول مستوى ودور التعليم العالي في البلاد ، واضاف وإختيارنا في جامعة حضرموت نائبا لرئيس الدورة الثانية والخمسين للاتحاد وسام شرف نعتز به ويضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقنا .
و من حسن الطالع أن تتزامن هذه الدورة مع احتفال جامعة حضرموت بمرور ربع قرن على تأسيسها، واحتفالات الجامعة بتخريج دفعات جديدة من طلابها من حملة شهادتي البكالوريوس والماجستير وايضا عشية تدشين اسبوع الطالب الجامعي الثامن ، وانا هنا تعبر عن تهنئتي الصادقة لقيادة الجامعة والهيئات التدريسية والتدريسية المساعدة والمراكز العلمية والبحثية والطلاب والطاقم الإداري والفني وكل من ينتسب إلى جامعة حضرموت ولابناء حضرموت قاطبة والوطن عموما على هذا الانجاز الرائع الذي يشرفنا جميعا .
أما الأستاذ الدكتور صادق عمر مكنون رئيس جامعة الاحقاف فقال مؤتمر اتحاد الجامعات العربية كان ناجحا حيث تم اتخاذ قرارات مهمة تساعد على تطوير وتجويد التعليم الجامعي في الوطن العربي وقد عقدت ورشة عمل حول تصنيف الجامعات العربية كما تم اختيار الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت نائبا لرئيس الدورة الحالية.
ان هذا الحضور الحضرمي في هذا الاتحاد العربي الذي يجمع الكثير ،من الجامعات على مستوى الوطن العربي يعد فخرا لحضرموت ويسعدني ان اهنئ الاخ العزيز أ.د. محمد سعيد خنبش وجامعة حضرموت بهذا الاختيار . وعبر الاستاذ الدكتور سالم محمد بافقير رئيس جامعة الريان عن تقييمه بقوله حضور الجامعات من محافظة حضرموت كان مميزا حيث حضر كل من الأستاذ الدكتور محمد سعيد خميس رئيس جامعة حضرموت والدكتور سالم محمد بافقير رئيس جامعة الريان والدكتور صادق عمر مكنون نائب رئيس جامعة الاحقاف وقد بلغ الحاضرون للإجتماع بشكل عام ١١٤ رئيس جامعة من مختلف البلدان العربية وكان اختيار الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش نائبا لرئيس الدورة الحالية لاتحاد الجامعات العربية مشرفا لحضرموت بشكل خاص واليمن بشكل عام .
وقد شارك رؤساء الجامعات الثلاث بفاعلية في لجنة العضوية والمختصة بمناقشة ملفات الجامعات التي تقدمت بطلبات الانضمام لاتحاد الجامعات العربية .
وقد كان المؤتمر ايجابيا بشكل عام وخرج بالعديد من القرارات والتوصيات التي ستساعد في تطوير العمل الأكاديمي بالجامعات العربية وتعزيز التواصل بين الجامعات في مختلف البلدان العربية
وكان حضور الأستاذ الدكتور احمد محمد برقعان رئيس جامعة الاندلس حمل دلالة واضحة بمكانة الشخصية الحضرمية اذا ما قدر لها تحمل المسؤولية والمهام لتنهض بها بحكمة واقتدار .
أن اختتام فعاليات المؤتمر العام لاتحاد الجامعات العربية بقراءة البيان الختامي وتوصيات المؤتمر والذي استعرض في الجلسة الاخيرة محاضر اللجان الفرعية وهي:
لجنة العضوية
لجنة مجالس ومراكز الاتحاد
اللجنة العلمية والثقافية
اللجنة المالية
والتي لخصت الى عدد من التوصيات، بعد ان ناقش المؤتمر في جلساته النقاط المدرجة في جدول أعماله مثل
متابعة تنفيذ قرارات الدورة 51 للأتحاد ، ونشاط الأمانة العامة واجتماعات المجلس التنفيذي بين الدورتين ، والاجتماعات السنوية وأنشطة الجمعيات والمجالس والمراكز والمجلات العلمية المتخصصة وطلبات العضوية والندوات والمؤتمرات العلمية والصندوق العربي لتمويل البحث العلمي. إضافة إلى مناقشة مشاريع معامل التأثير العربي ومشروع تصنيف الجامعات العربية ومشروع إنشاء المركز العربي للمؤهلات وجائزة اتحاد الجامعات العربية، وعدد من التقارير المالية . وتم على هامش المؤتمر تنظيم ورشة عمل حول تصنيف الجامعات العربية شارك فيها خبراء من عدد من الدول العربية والأجنبية.
وان المشاركة الواسعة في اجتماع الاتحاد لعدد من رؤساء الجامعات اليمنية إضافة الأستاذ الدكتور محمد خنبش رئيس جامعة حضرموت ، فقد شارك كل من الأستاذ الدكتور صادق عمر مكنون رئيس جامعة الاحقاف والأستاذ الدكتور سالم محمد بافقير رئيس جامعة الريان والأستاذ الدكتور الخضر ناصر لصور رئيس جامعة عدن ،والاستاذ الدكتور أحمد محمد برقعان رئيس جامعة الاندلس ، والاستاذ الدكتور حميد محمد عقلان رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، والأستاذ أحمد علي النجار ممثل جامعة سبأ، والأستاذ الدكتور يحيى صالح ابو حاتم رئيس جامعة العلوم الحديثة إلى جانب رؤساء الجامعات العربية في الدول الشقيقة دليل على مكانة التعليم العالي في اليمن .
أما حضور أربعة رؤساء جامعات من حضرموت خاصة فتلك قصة معبرة وفضاء يحمل في ثناياه ابعاد لا تنتهي .
ولعل الدورة القادمة تأتي وقد خطت جامعة سيئون خطوة كبيرة وحصلت على عضوية الاتحاد حينها نزداد رفعة وسموا بين الأمم في طريق إعادة كتابة تاريخ حضرموت .