لم تزده السنون وتجاعيد وجهه إلا همةً ونشاطًا ، ولم يُودِع فيه السفر والترحال إلا سعة اطلاع وحياة تجارب ورؤى جديدة للحياة العلمية والأكاديمية،
الأستاذ الدكتور داود عبدالملك الحدابي، المساعد الخاص بالجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا، نشاط وحيوية ومعرفة ومكنون معرفي، صقلته خبرة حياة، وكثرة تجوال، وتنوع تجارب، وتعدد مشارب ثقافية، وعدة من مشاركات علمية وأكاديمية في عدد من الجامعات التي تنقل بينها، واغتراف من الثقافات والمعارف على كثرة مسالكها ودروبها وضروبها.
التقيت الأستاذ الدكتور داود عبدالملك يحيى الحدابي،
فتحدث بقوله:
التدريب القيادي لرؤساء الجامعات ونوابهم وعمداء الكليات ونوابهم في جامعات حضرموت وسيئون وعدن وتعز وشبوة وإقليم سبأ وأبين وجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، يستهدف تنمية القدرات القيادية لدى المشاركين (52 مشاركًا ومشاركة)، والحمد لله هناك تفاعل من قبلهم، عن تفاؤل كبير في ظل الظروف الحالية الصعبة والأزمات المتلاحقة التي تواجه الجميع، ومنهم القياديون وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات، فنحن نمر بأزمة شديدة في اليمن أثرت سلبًا في جودة التعليم العالي، كما هو الحال بشكل أسوأ في التعليم العام، ولكن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يعينهم على أن يقوموا بمهامهم على قدر استطاعتهم، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأنا سعيد أن التقيت بهذه القيادات، وأنا سعيد أنها متفاعلة وجادة ومتحمسة لأي أفكار في حدود المستطاع، وفي حدود الإمكانيات المتاحة البشرية والمادية.
إن مصادر التعلم والبيئة التحتية فيها خلل كبير، ولكن الإخوة والأخوات يعملون قدر استطاعتهم بما يحسن ولو نسبيًّا من جودة التعليم العالي، وأنا على يقين أن شاءالله أن الأمور ستتحسن وأنا متفائل أن تنكشف الغمة عن اليمن وعن مؤسساتنا التعليمية؛ لأن مستقبل اليمن مرهون بمستقبل التعليم وجودته، والآن مستقبل اليمن على المحك، مستقبل غامض؛ لأن مستوى التعليم ضعيف، وأتمنى أن يتحسن، والقيادات هم الوسيلة في النهوض، واتمنى أن تحرص على دعم هذه المؤسسات حتى تقوم بعملها بفعالية وكفاءة.
إن مؤسسة العون الرائدة في مشاريعها، والجادة في شراكاتها، تستشرف برؤيتها أفقًا جادًّا وتجديدًا يواكب متغيرات العصر لبناء الإنسان، وتسعى مؤسسة العون للتنمية لوضع بصمات تزداد ألقًا في واقعنا؛ لترسم ملامح المستقبل، فهي مؤسسة تنمية ترسم المستقبل برؤية وروية، ويندرج مشروع شركاء جودة التعليم الجامعي في اليمن في هذا السياق، يقول الدكتور عبداللاه عبدالقادر بن عثمان المدير التنفيذي للمؤسسة:
هذا البرنامج يعد من البرامج الإستراتيجية في مؤسسة العون للتنمية، بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والجامعات اليمنية، فهو مشروع وطني ممتد خلال خمس سنوات، يستهدف قيادات الجامعات وكليات التربية والقرآن الكريم؛ وذلك بهدف تحسين مخرجات كليات التربية والقرآن الكريم، ورفع مستوى الاعتماد الأكاديمي فيها، وجعل القيادات فيها قادرة على إحداث قصة صمود ونجاح وتحول إيجابي، وصنع صورة ذهنية إيجابية.
لقد كانت عملية التنسيق لبرنامج شركاء جودة التعليم في اليمن تخضع كل عام لظروف معينة تفرضها حالة الواقع المعاش، يقول الدكتور عبدالله محمد بن ثعلب منسق البرنامج:
بالنسبة للبرنامج يختلف التنسيق وفق فترة الانعقاد، فقد كان اللقاء الأول عبر تقنية الاتصال المرئي، وكانت المحاضرات on line إذ لم يحضر المدرب في إدارة التغيير بمشاركة (35) مشاركًا، ولم ينعقد المتلقى لعام 2020؛ بسبب جائحة كورونا، وفي عام 2021م عقدنا دوريات في الخطة الإستراتيجية والاستدامة المالية أيضًا on line إذ حضر المشاركون إلى مؤسسة العون في حين وصل المدرب من الأردن برعاية شركة mas للاختبارات الدولية، وهذا العام زاد عدد المستهدفين، وهم شريحة قيادات الجمعيات والكليات كليات التربية وجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في محافظات حضرموت وعدن وتعز وشبوة وأبين ومأرب، وهذه المرة حضر المدرب الأستاذ الدكتور داود عبدالملك الحدابي، فكان له الأثر الكبير في تفاعل المشاركين وتجاوبهم وحل التدريبات والتطبيقات، مما ينعكس إيجابيًّا على مخرجات الدورة، وسيكون لذلك أثر كبير وواضح في أداء الجامعات.
الدكتور خالد عوض الرباكي عميد كلية العلوم البيئية والأحياء البحرية، عضو فريق مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة- جامعة حضرموت، قال:
تعجز الكلمات عن وصف جمال وروعة ألحان هذه السيمفونية (هذا اللقاء). والحقيقة ليس بجديد على مؤلفيها (المنظمين) روعة هذا التألق، فقد عودونا دومًا على التميز والإبداع في كل مرة، فشكرًا جزيلًا لمؤسسة العون للتنمية لإتاحة هذه الفرصة للمشاركة، شكرًا جزيلًا للماسترو البروفسور الحدابي، فقد كان رائعًا في طرحه، وفي امتلاكه لمعلومات غزيرة، وفي تجاربه وخبراته القيمة، وفي تعامله الرائع مع الجميع، شكرًا جزيلًا كذلك لضابط الإيقاع للدكتور عبدالله بن ثعلب، شكرًا جزيلًا لجميع الحاضرين الذين تشاركنا معهم الأفكار والرؤى والمقترحات التي من شأنها الارتقاء بالعمل الأكاديمي لأعلى المستويات.
لقد استفدنا كثيرًا مما قيل وطُرِح، واجتمعت نخبة تتمتع بتنوع فكري، من مناطق متعددة من بلادنا، من مدارس أكاديمية مختلفة في العالم؛ لأجل هدف وحيد يخدم وطننا، ألا وهو تجويد العملية التعليمية، والوصول بها لبر الأمان، بالتوفيق للجميع.
الأستاذ الدكتور علي عبيد باسعد من كلية التربية سيئون، قال: الحقيقة دورة مهارات القيادة حضرناها من عدة جامعات، وكانت الاستفادة كبيرة في ظل التغيرات الموجودة في ظل الأزمات.
إن مشروع شركاء جودة التعليم الجامعي في اليمن يسهم في تحقيق الجامعات اليمنية لمعايير الاعتماد الأكاديمي ومعايير التنافسية العالمية، وهو من أهم المشاريع الريادية في اليمن والمنطقة من خلال التدريب على مجالات
إدارة التغيير، وإدارة الخطة الإستراتيجية، وقيادة التعليم في الجامعات والكليات، والمهارات القيادية، وعالمية القيادة الاجتماعية، والاستدامة المالية، والاقتصاد الرقمي، والإدارة بالنتائج، وخدمة المجتمع في الكليات والجامعات واللغة الإنجليزية للأعمال لصناع القرار .
يقول الأستاذ الدكتور عبدالرقيب السماوي عميد معهد التطوير الأكاديمي بجامعه تعز: البرنامج الحالي متميز ، شكرًا لمؤسسة العون للتنمية لهذه الأغنية والرسالة التي حملتها على عاتقها لتجويد التعليم، وهذه الدورة أعتبرها من أهم الدورات، وما يميزها هو محتواها الذي يتناول مهارات القيادة التي نحن في أمس الحاجة لها، وكذا وجود المدرب والخبير الدولي الأستاذ الدكتور داود الحدابي، فكان التفاعل من قبل الإخوة المشاركين جيدًا، وأنا على ثقة بأن مخرجات هذه الدورة سيكون لها أثر في عمل الجامعات والكليات.
الدكتور صالح الذيب عميد كلية الآداب بجامعة إقليم سبأ قال: إن هذا الملتقى هو من أهم الدورات، ابتدأت الجامعات اليمنية في الارتقاء بالعملية التعليمية والأكاديمية والإدارية، أساليب وأنماط القيادة وإدارة الصراع، ومشاركة نخبة من المختصين، سيكون له أثر في الارتقاء والتنافس على الريادة والمعايير الأكاديمية المتعارف عليها عالميًّا.
الدكتور سعيد بلعفير عميد كلية التربية جامعة حضرموت قال
نحن اليوم نحضر مهارات القيادة في برنامج مشروع شركاء جودة التعليم الجامعي في اليمن كفريق عمل حققنا في للكلية مثير من الأعمال من خلال المشاركات السابقة في امرأة التغيير والاستدامة المالية والخطة الاستراتيجية .
حضور المدرب الأستاذ الدكتور داود الحدابي أضفى على الدورة جوا اخر من التفاعل والتميز وهو ما شهدناه خلال الأيام الثلاثة وسيكون رافدا معرفيا لنا وسيكون خارطة طريق للجامعات والكليات ، حقيقة سعدنا جدا بهذه الطريقة وهذه الدورة .
الدكتور ماجد جمعان بن سعد عميد كلية التربية جامعة عدن وصف الدورة بأنها حملت كثيرًا من المعارف والمهارات اللازمة للقيادي في الجامعة لاختيار الأصول في حل الصراع والأزمات والتي ينبغي اكتسابها، ويتحلى بها لتنفيذ المهام بصورة مرضية.
الدكتور عمر باجبير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية فرع المكلا قال:
شاركنا في مشروع شركاء جودة التعليم الجامعي في اليمن في هذه الدورة، استفدنا كثيرًا من أخلاقيات القيادة الإدارية الناجحة والمتميزة، هذه الدورة التي جمعت جامعات حكومية وأهلية فرصة للانطلاق نحو التطوير والتنمية والشركة مع المجتمع، نشكر كل من أسهم في تنفيذها ونجاحها، وبالنسبة لنا في جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية المكلا حضرنا ثلاث دورات سابقة في الاستدامة المالية والتغيير والخطة الإستراتيجية، وقد كانت لنا تجربة مع الطلاب والطالبات والإداريين، أنشأنا برامج مصاحبة فأعطت أفقًا جديدًا للجامعة.
الدكتورة خلود عبدالوهاب اللحوم عميدة الكلية العليا للقرآن الكريم جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية قالت: إن هذه الدورات ستقود إلى مستقبل أفضل وواعد الجامعات، ما يعزز دورها في نهضة المجتمع ورسم ملامح وجه مشرق لليمن .
الأستاذ الدكتور عبدالكريم رعدان نائب عميد كلية التربية المهرة قال: نحن بحاجة إليها بمعلوماتها الجديدة، وإمكانات المدرب المتمكن الأستاذ الدكتور الحدابي، ولا شك أننا استفدنا في الجوانب القيادية والإدارية، فالوضع في جامعاتنا متكلس، يحتاج إلى تجديد ومواكبة التطورات في هذا المجال، ولا شك سيخرج المشاركون برؤى جديدة تخدم تطوير الجامعات اليمنية .
الدكتور ناصر مسعود ناصر عميد كلية التربية بجامعة أبين قال: نحن أحد الفرق المشاركة، ومن خلال برنامج الاستدامة المالية أنشأنا قسم حاسوب تربوي بالتشاور مع مكاتب التربية، فارتفع عدد الطلاب من 18طالبًا إلى 54 طالبًا، وأصبح القسم رافدًا ماليًّا للكلية، شخصيًّا أعتقد ستكون فائدتنا كبيرة في دورة مهارات القيادة خاصة وأننا كلية ريفية.
ممثل جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية فرع شبوة ناصر الجعبري الخليفي قال: إن هذه الدورة تعزز الحضور الإيجابي في واقع العمل، وستعيد دورًا رياديًّا لقيادة الجامعة لبلوغ أهدافها في الارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها للمجتمع، ونحن في شبوة نسعى لتطوير الفرع بفتح مساقات يطلبها سوق العمل المحلي.