أندية جامعة حضرموت الطلابية .. إبداعات متميزة والنادي الأدبي يقدم الشاعر أبوبكر محسن الحامد ..الحب في وجع السنين

105
9eba69dd 0674 4de6 ae92 772246b85406

الإعلام الجامعي
———–
حضر البهاء والسناء، حضرالحرف شعرًا، وحضرت الأنامل ريشةً تحكي بالألوان أحاسيس ومشاعر، وحضر النادي الأدبي بجامعة حضرموت بإطلالته الأولى، ازدانت قاعة الصحفي أحمد عوض باوزير صباح يوم الثلاثاء 8/11/2022م بكلية الآداب بالجامعة بعدد من اللوحات الفنية التي حملت إبداعات طلاب الفنون الجميلة ولغة الألوان والظلال، وتكثيف المشهد، والغوص في مشاعر النفس البشرية، لوحات استوحت تفاصيل حياة الحضرمي ورؤاه وتطلعاته، إنها بصمة رائعة بأنامل طالبات وطلاب من عشاق الرسم الحر، وللمرة الأولى يخيل إلى الرائي أنه يجلس في معرض للرسم، لكنها لم تكن كذلك، بل هي فعالية صباحية شعرية للشاعر الأستاذ الدكتور أبوبكر محسن الحامد أستاذ الأدب المقارن والترجمة والنقد، بجامعة عدن،وهي باكورة فعاليات النادي الثقافي وبحضور مساعد نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب الاستاذ الدكتور سالم محمد بن سلمان وعميد كلية الآداب الاستاذ الدكتور محمد عوض بارشيد والاستاذ احمد زين باحميد المدير العام للإدارة العامة للإعلام بالجامعة وعدد من الأدباء والمهتمين
اكتظت القاعة بالضيوف، والطالبات، والطلاب ..
)اقرأ).
محاولة شعرية استهلالية للطالب عبدالجليل شبح من قسم الصحافة والإعلام، كانت كما وصفها ضيف الفعالية بأنها “غنية بالصور الشعرية والإشارات التاريخية، وقصيدة واعدة”، التقطها بعد ذلك شاعرنا الكبير الأستاذ الدكتور أبوبكر محسن الحامد فكانت قصيدة (مدينة الرسول) أيقونة الرسول الكريم مفتتحًا، وكانت قصيدة (البُردة المتجددة) أيضًا مختتمًا، صباحية شعرية متميزة فعلًا.
جاء من
(وادي حضرموت) يحمل أشواقه وأثقال قلب فجع في أحبة وأحباب، فكانت زفرات محب.
في قصيدته (مدينة الرسول) مشاعر صادقة وشوق ولهان في حب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:

ياديار الرسول! ياخير وادي!
جئت من (حضرموت)، أقصی بلادي!

جئت يامصطفی! هوًی لهواكم
والهوی في الحياة لبي وزادي!

جئت! قبَّلت كل ذرة رملٍ
ونخيلٍ، وربوةٍ، ووهادِ!

جئت! أرنو إلی الجبال ويرنو (أُحد)، فانظروا الرسول ینادي:

‘ياجيادًا! غبارها نصرة الحق، تباركت روعةً من جيادِ!

هاهو المصطفی حواليه نسعی
ودعاة الإيمان ملء الوادي!

ونساء سمون بالصدق حتی
صارت الروح قادة الأجسادِ!

فإذا بالحياة تسمو، وتسمو
صورًا (يوسفية) الأبعادِ!

التراتيل (يامزمل) تتری
لست تقرأ! (اقرأ) لأنت الهادي!

سور ترسم الرؤی بينات
فتأمل! فلليقين بوادي!

واللقيمات من حلالٍ طهورٍ
والليالي مساجد القصاد!
. . . إلخ.
……..
في وجع السنين يرحل الشاعر أبوبكر محسن الحامد، ويحلق بعيدًا في سموات ملأتها سنون الفقر والإمحال .. سنون القهر والإذلال – فترة الحكم الشمولي في السبعينيات كما يصفها الشاعر – كانت ممحلة قاحلة، فيصورها بريشة فنان في قصيدة رثاء صديقه الحميم، زميل دراسته الجامعية بعدن، الناقد الأديب الشاعر:
د. عبد المطلب أحمد جبر، أستاذ العربية والنقد والشعر الحديث، بجامعة عدن، واصفًا فترة السجن، (سجن الفتح)، يقول:
ياصاحبي! جبر!
والسجن ماقد كان / كان
في رحلة التعذيب، والزمان، والمكان!
كم كنت غاضبًا، جبر!، تقول:
‘اكاد أن أجن حين أذكر السجون!
ففي غياهب السجون ظلمة الظالم والمجنون
هناك كنت حطبًا يُحرق في جحيم!
هناك ظلمة التعذيب والإذلال والمجون

كنت أقول لك:
‘السجن يصرخ! والجدران ترتجفُ!
هذا بريء! دعوه الآن ينصرفِ!

لكنهم أمسكوني والسياط هوت
تمزق الجلد عن عظمٍ فينكشفُ!

والقدر ممتلئ بالنار تسكبها
أيدٍ غلاظٌ، بها الأرواح تختطفُ!

أصابعي قصمت عنفًا بمطرقةٍ
يا هولَ مافعلوا! ياهولَ ما نسفوا!

يا ويلهم! قد وصلوا أن يسحل الإنسان ُ صنوه الإنسان!
الله! يا ألله!
ياهولاه! يارعباه! ياويلاه!
كم مرة حاولوا إذلال قامته،
وكلما حاولوا إذلالها، تقفُ!
يكون في مخيلتي ياجبر مثلنا درويش، مرددًا فواجع السجون درويش قال:
“وقدفتشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه.
وقد فتشوا شعبه،
فلم يجدوا غير سجنه.
وقد فتشوا سجنه،
فلم يجدوا غير أنفسهم في القيود”
تمور بقلب شاعرنا الكبير نار الغضب، وتعيش بصدره لوعة حب، تأسره الكلمات، وتكسوه خيالات الأماني العذاب بأن يتحقق حلم، والحلم آت أطل، عبَّرت عنه قصيدة (انفراج أزمة) ومنها:

أيا حبي!
أتيت بُعيدَ أن أطفأت شمعاتي!
لقد حطمت ناي الشدو، ثم حملت ناي الحزن، لكن الهوی ياتي حبيبي!
كنت أنت الشمع كنت الزيت تذكي وهج أشواقي!
أتيت فمرحبًا ياحب، ما أشهی حکاياتي!

حبيبي يا شهي الثغر
يا حلو الرؤی يانسمةً يا خفةً في الروح، ماذا بعد جاءت كل آمالي،
فأنت العمر لما جئتني جددت أيامي!
لكم أفرغت في عينيك آلامي، فشعت فيَّ ،
ياللنشوة السكری بأحلامي!

ويبحر الشاعر أبوبكر محسن الحامد في حروفه الشاعرة المحملة بالمشاعر والأحاسيس، يحلق خارج وطن مكلوم ، يسافر نحو الشمس، نحو النهار، لكن ينكسر الإشعاع، فغرناطة تبكي وتولول، تاريخ من الأمجاد يذوي عبر السنين، وفي سني الوجه المر أناس اليوم تهاجم عاصمة الرشيد، اختلط الحابل بالنابل، قصيدة (إسبانيا) تصوير لزيارة بوش الابن لإسبانيا لتدعم تحالف غزو بغداد، منها:

يابلاد الحب، يا إسبانيا!
يانشيدًا
لحنه “طوق الحمامة”، ابن حزم، طارق ابن زياد،
وابن سينا، وابن عربي، والفارابي،
وتراتيل الموشح، “تروبودور”،
“Troubador”
“Flamingo”
“فلامينقو”!
يابلاد الحب! من أرضعك الحب سنينا!
أوما جئنا به زهرًا، وطينا!
وسقيناه! فغنی الكون أشجانًا حنينا
هو في الأحفاد فيكم، هو في الأحفاد فينا!
فاذكرينا!
اذكرينا!
كلما طاف خيال الروح حينا،
اذكرينا!
……..
وقد ألقی الشاعر قصيدة باللغة الإنجليزية، مجال تخصصه،
عنوانها:
(Carpe diem)
أي انتهاز نعمة الحياة،
منها:
Sing me a song
Short or long

Sing and dance
Life is a chance

Life is a dream!
Gloomy and beam!
. . .
واختتم، كما بدأ بقصيدة عن الرسول :
(البردة المتجددة)، ومنها:

ياصاحب (الذكر والقرآن) من كلمي
أهديك رائعةً زُفَّت إلی القممِ!

وأنت قمةُ من جاؤوا، ومن ذهبوا
من الخليقة، في بدءٍ ومختتمِ!

أتيت من رحم الأنوار، فانبجست
أنوار وحيكَ، في حرفٍ وفي نغمِ!

ناديتُ باسمك، والتاريخ يفتح لي
أبواب مجدك، في حربٍ وفي سلمِ!

نشأتَ ترضع أحلام الأباة هنا
في سفح (مكةَ) في البيداء والحرمِ!

وكنتَ ترحل نحو الشآم متَّجرًا
ومن (خديجة) في خدرٍ من الكرمِ!

حتی تزوجتَها، والوحيُ منهمرٌ
عليك، وهي لباس الدفء، والرحمِ!

تنزيل ربك (إقرأ) ظل “بوصلةً”،
للعقل والروح، في فعل وفي كلمِ!

أعلنتَها فإذا (الصديق) منجذبٌ
يقول : لبيك! فخرَ العُربِ والعجمِ!

وقمتَ تقرأُ في الأركان فانتفضت
(قريشُ) تخشی علی (العزی)، علی صنمِ!

ظنت بأنك ترنو نحو جاه دُنا
لم تدرِ أنك نورُ الله للأممِ!

ياسيدي! يارسولَ الله! كم مُقلٍ
تهفو إليك بشوقٍ جارفٍ عرمِ!

ها! تلك! (عائشةٌ) في نسوة تُحفٌ
وكل واحدة كالزهر في الأكمِ!

علقن بالله، لا يرغبن في ذهبٍ
علقن بالله، لا بالمال في نهمِ!

وقادة الفتح نصر الله يسبقهم
في (الروم) و (الفرس) خاضوا كل مقتحمِ!

أكرم بكل نساء الدين من مثلٍ
(نسيبة) هذه، (أسماء) في هممِ!

(ذات النطاقين) ترقی كلَّ شامخة
من الجبال لتلقى الأسدَ في كتمِ!

أكرم بهم، وبهن المؤمنين علی
خطو الرسول مشوا بالروح والقدمِ!

فيك الحديث هوًی، منك (الحديث) هدی
وكل فعلك، يحيي الروح في الرممِ!

ألقيت فيك قصيدي، عطر مجلسنا،
وأنت منبع كل العطر في الكلمِ!

يارب! صل علی المختار رائدنا
ما لامست (عذباتُ البانِ) ذا سلمِ!

(صلوا عليه وسلموا تسليمًا).

في ختام الفعالية ألقت إحدى الطالبات قصيدة للشاعر عمرو عبيد الغرابي، حملت صورًا من الإبداع والجمال، تقول القصيدة:

مِنْ عالم الصحراءِ مِنْ
وسط القبيلةِ والجِمالْ

والسيفُ والرمحُ الرُديني
واشتباكات النِبالْ

والثأرُ من عاداتنا
والخوف شيءٌ لا يزال

حتى المشاعر هاهنا
صارت أجفَّ من الرمالْ

والحربُ صارت كالديانة
في اعتقادات الرجالْ

كلُّ الأغاني أصبحت
للحرب تهتف بالنزالْ

والفن أمسى مثخناً
بين التجند والقتالْ

*

جاءت وبين جفونها
كل المدائن والجبالْ

تمشي على دربٍ
يلينُ الدربُ منها والمجالْ

والعشقُ رؤية خدِّها
والحسنُ فيها باكتمالْ

وكأن عينيــها أمامَ الليلِ
زاويتـا هِلالْ

من أين جئتِ ؟ …
ياكمالَ الحسنِ
يا وردَ الشمالْ؟! ..

عيناكِ رغم بكائها
بيتان إختصرا الجمال ْ

كالوردة الخضراء أنتِ
على مخيلة الرمالْ
*

(بلقيــسُ ).. ! رغم فنائها
في عشقها أنا لا أزال.

هي منبع التاريخِ
والحكم اليماني باعتدال .

كانت إذا قامت تقوم
مُهابةً مثل الجبال .

كانت إذا سارت تَميلُ
الأرضُ رفقتها دلال .

كانت إذا نطقت تقول
الحق في عهد الضلال

واليوم أين الحق ؟!
يا عهد الخرافة والجدال .

لستم من الشرع المبجل
لا حرام و لا حلال !

*

واليوم أبدو تائهًا
بين الإجابة والسؤالْ

ويظل فكري سارحًا
حيث الأماني والمنال

يا من تزيد تساؤلي عنّي
فلستُ بخير حال

الحقُ أني من جروحِ
الأرضِ ألتحفُ الخيال

أنا لست إلا واحدًا
من بين آلاف الرجال

لاينبغي أن أحتمي
والناس حولي في قتال

79525659 0a41 453b 837c d6b2b7e400686c9f758c 0af9 40c1 ace0 cf6c5e6dc451