جامعة حضرموت والطاقة المتجددة بوابة للولوج إلى أفق جديد لخدمة المجتمع

81
1722149214785

=======================

كتب : أحمد زين باحميد

=======================

يأتي تفعيل أهداف جامعة حضرموت في خدمة المجتمع في أولى إستراتيجيات الجامعة، وفي إطار سعيها لتحقيق ذلك ما فتئت تبحث عن حلول لمشكلات تلامس واقعًا معيشًا ولحظةً مؤرقةً في حياة السكان كافة.

إنها قضية الطاقة، تلكم المعضلة التي ظلت سنين عددًا مجالًا للسجال المختلف فيه، والأطروحات التي لا تنتهي، والجدل العقيم الذي لا يصل إلى بر أمان،

فأثر استخدام واستثمار الطاقة المتجددة، وأهمها طاقة الشمس والرياح في حضرموت، خصوصًا وهي تمتلك كل متطلبات الجدوى في الاستثمار؛ كمؤشرات المناخ والطقس، واتساع الأرض، وشريط ساحلي طويل، وإشعاع شمسي مرتفع متنوع التوصيف، ونسبة غبار منخفض، وأمطار قليلة، وعدد أيام غائمة قليل جدًّا، لا شك أن كل ذلك يجعلها في مقدمة المناطق ذات الجدوى الاقتصادية العالية لذلك الاستثمار، وإضافة إلى كونها: طاقة نظيفة، ورخيصة، ومستدامة، وذات اعتماد جيد، وفي متناول الجميع، كما يقول الأستاذ الدكتور عبدالله أحمد بارعدي مدير مركز دراسات وبحوث الطاقة المتجددة بالجامعة، سواء أكان ذلك في الريف أم المدينة، كما أنها تقلل من الاعتماد على الطاقة المشتراة (ذلكم الثقب الاسود الذي مازال يلتهم كثيرًا من الإيرادات)، وتخفف من مديونية شراء الوقود والزيوت وقطع الغيار  المتراكمة والصيانة، وخصوصًا لمحطات الديزل والمازوت لتوليد الطاقة الكهربائية، وتعمل على مساعدة المحطات التقليدية ساعات الذروة.

1722149214761

ويضيف الأستاذ الدكتور عبدالله أحمد بارعدي مدير مركز دراسات وبحوث الطاقة المتجددة أن كلفة الكيلوواط ساعة المنتج منها أقل بكثير من كلفة الكيلوواط ساعة المنتج من محطات الديزل، وربما يصل إلى نسبة ١/١٢ ، كما أنها تعد مصدر دخل إضافيًّا للمواطن والمؤسسات  إذا ما رغبت في بيع الفائض منها عن الاستهلاك الذاتي في ساعات الذروة للمؤسسة العامة، من ضخها في الشبكة الحكوميه، كل تلك المؤشرات تجعل حضرموت من المناطق الأكثر أهمية في اليمن ليس في استخدام أو استثمار  الطاقة الكهروشمسية محليًّا، بل يمكن تصديرها إلى خارج اليمن في صورة طاقة كهربائية أو غاز الأيدروجين الأخضر المسال.

إن هذه الرؤية من خبير في شأن الطاقة المتجددة والنظيفة لا شك أنها ستفتح نافذة جديدة لحل أزمة خانقة نعيشها جميعًا، وتضع فرصة جديدة للتفكير الجاد والحثيث سواء من قبل الباحثين والمختصين في جامعة حضرموت، أم رأس المال المحلي لتمويل الأبحاث وتحويلها إلى واقع عملي يعود بالنفع على المجتمع .

ولذا جاء توقيع توقيع مذكرة التفاهم المشتركة بين مركز دراسات وبحوث الطاقة المتجددة بالجامعة وشركة بن الزوع المحدودة المتخصصة في تقنيات الطاقة البديلة المتجددة في وقت مناسب، وفي لحظة زادت فيها المعاناة بصورة لم يعهدها المواطن، إذ جرى بديوان رئاسة جامعة حضرموت التوقيع على مذكرة تفاهم مشتركة بين مركز دراسات وبحوث الطاقة المتجددة بجامعة حضرموت وشركة بن الزوع المحدودة المتخصصة في تقنيات الطاقة البديلة المتجددة، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش رئيس الجامعة، وتأتي هذه المذكرة التي وقعها عن جامعة حضرموت الأستاذ الدكتور عبدالله أحمد بارعدي مدير مركز دراسات وبحوث الطاقة المتجددة بجامعة حضرموت، ووقعها عن شركة بن الزوع المحدودة المتخصصة في تقنيات الطاقة البديلة المتجددة الأستاذ سالم بن عبدالله بن الزوع النهدي، وتم تعميدها من قبل رئيس جامعة حضرموت الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش .

1722149214774

وهنا يمكننا أن نقول إن جامعة حضرموت تضع يدها في يد القطاع الخاص للبحث في النهوض بالمجتمع من خلال تلمس مشكلاته وهمومه، والنظر فيها، والبحث عن حلول مدروسة ومخطط لها بطرق علمية تستفيد من المتاح من الإمكانات العلمية والبيئية والمادية في سعي حثيث لتقديم إسهام وإن بصورة معينة، لكنه يصب في الاتجاه الصحيح .

إن مذكرة التعاون المشترك بين الجانبين التي تحدد  الاستفادة من الخبرات العلمية في مختلف المجالات ، مثل تفعيل الدراسات البحثية في مجال الطاقة البديلة المتجددة وتقنياتها بما يخدم القطاعين  العام والخاص، وكذلك المجتمع الريفي، و تبادل الأفكار والرؤى والخبرات، كون الطاقة المتجددة تعد حديث الساعة، بالإضافة إلى الإسهام في نشر ثقافة التعامل مع مشاريع الطاقة المتجددة وغيرها من مجالات التعاون المشتركة الأخرى.

بل إن هذه المذكرة تأتي في إطار الشراكة التكاملية، وتوحيد الجهود بين جامعة حضرموت ومنظمات المجتمع المدني والشركات والمؤسسات (القطاع الخاص)، بما يسهم في خدمة المجتمع؛ لتنفيذ المشاريع على أرض الواقع، وستكون بوابة للولوج إلى فتح أبواب العمل الدؤوب لحل أزمة الطاقة، وستفتح الأبواب مشرعةً أمام طلاب كلية الهندسة، وقد شهدنا في المؤتمر العلمي التاسع لطلاب الجامعة أبحاثًا عن الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

ولا شك أن طرفي المذكرة يحرصان على تنفيذها بروح الفريق الواحد الحريص على النجاح والخروج من دوامة طالما أرقت مجتمعنا، وما زالت حديث الساعة.