تعد جمهورية إندونيسيا من الوجهات التعليمية المهمة في جنوب شرق آسيا، إذْ تضم عددًا من الجامعات ذات السمعة الجيدة والتي تقدم برامج أكاديمية متنوعة. تتميز الجامعات في إندونيسيا بتوفير بيئة أكاديمية حديثة، إلى جانب الاهتمام بتطوير البحث العلمي والتعاون الدولي. كما تقدم الجامعات برامج دراسات باللغة الإنجليزية للطلاب الدوليين، مما يسهل على الطلاب من مختلف أنحاء العالم الانضمام إليها. جامعة حضرموت فتحت الباب لتعاون متميز في كافة المجالات مع عدد من الجامعات الإندونيسية منذ سنوات خلت وذلك من خلال توقيع وتفعيل عدد من اتفاقيات الشراكة. ومواصلة لهذا النهج وضمن جولته في شرق آسيا، تأتي زيارة السيد رئيس جامعة حضرموت إلى إندونيسيا لفتح أفق أوسع في كافة المجالات الأكاديمية والبحثية والطلابية، وبما ينعكس إيجابًا على الجامعة ومنتسبيها ويؤثر بشكل ملحوظ في تصنيف الجامعة محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا في المدى القريب والبعيد.
وصل وفد جامعة حضرموت برئاسة أ.د. محمد سعيد خنبش -رئيس الجامعة- صباح يوم الجمعة الموافق الأول من نوفمبر 2024م بناءً على دعوة رسمية من جامعة إيرلانقا، وهي الزيارة الثانية للجامعة، وقد كان في استقبال الوفد الأستاذ الدكتور محمد ناصح – رئيس الجامعة- والأستاذ الدكتور محمد مدين – نائب رئيس الجامعة للموارد، و الأستاذ الدكتور ني نيومان تري – نائب رئيس الجامعة للبحث والابتكار وتنمية المجتمع، والأستاذ الدكتور بامبانج سيكتياري – نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والطلابية والخريجين، وعدد من المسئولين بالجامعة. وفي اللقاء الذي جمع الجانبين، عبَّر أ.د. محمد سعيد خنبش رئيس جامعة حضرموت عن سعادته البالغة بزيارته لإندونيسيا عمومًا وجامعة ايرلانقا خصوصًا، مؤكدًا عمق العلاقة بين الجانبين التي شهدت تنظيم ندوة دولية حول عسل النحل في العام 2023، علاوة على تنفيذ عدد من اللقاءات بين الجانبين شهد الطلاب إحداها بُغية إطلاعهم على المنح المتاحة في جامعة إيرلانقا، معربًا عن شكره للجانب الإندونيسي على حفاوة الاستقبال. من جانبه تحدث أ.د. محمد ناصح عن مدى السعادة البالغة بهذه الزيارة التي تؤكد حرص جامعة حضرموت الشديد على مواصلة العمل معًا في كافة المجالات، الأكاديمية والطلابية والبحثية، واعدًا بزيارة قادمة إلى حضرموت، هذا وقد استعرض الجانبان رؤيتهما للمرحلة القادمة، ونتائج الاجتماعات السابقة التي تمت عن بُعد بحضور بعض عمداء ونواب من كليات مثل الطب والهندسة والعلوم والأحياء البحرية، بالإضافة إلى لقاء مندوبين من إيرلانقا بالطلاب؛ لشرح الفرصة المتاحة للدراسة هناك. وقد اتفق الطرفان على الاستمرار في العمل معًا مع تحديد الآليات المناسبة لذلك. الجدير بالذكر أن جامعة إيرلانقا تأتي في المرتبة 308 عالميًّا بحسب تصنيف QS لعام 2025.
جامعة ميركو بوانا كانت الوجهة الثانية للسيد رئيس جامعة حضرموت والوفد المرافق له وذلك يوم الاثنين الرابع من نوفمبر العام 2024م فقد كان في استقبال الوفد الأستاذ الدكتور أندي أدريانسيا رئيس الجامعة ونوابه وعدد من العمداء والمختصين بمكتب التعاون الدولي. هناك تم عقد مباحثات ثنائية، إذ رحَّب السيد رئيس جامعة ميركو بوانا برئيس جامعة حضرموت ومرافقيه، موضحًا اهتمام جامعته بخلق شراكات دولية تُسهم في تعزيز مكانة الجامعتين محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا. من جانبه أكد رئيس جامعة حضرموت أن الجامعة تتطلع للعمل سويًّا لتحقيق أكبر قدر ممكن من التقارب بين الباحثين والهيئة التدريسية والطلاب في الجامعتين، بحيث يعمل الجميع وفقًا لآليات مدروسة لرفعة الجامعتين، منوهاً بمشاركة أحد أعضاء هيئة التدريس من ميركو في الندوة الدولية الأولى التي أقامتها الجامعة عام 2022. هذا وقد توج اللقاء بالتوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين الجانبين تلاها نقاش مستفيض حول جملة من المواضيع تطابقت فيها وجهات النظر تعزيزًا لمبدأ الشراكة، وزيادة الناتج العلمي والجمع بين الباحثين من الجامعتين، بالإضافة إلى إمكانية التدريب عن بُعد. هذا وقد طاف الوفد بعدد من المختبرات والمعامل في الجامعة. جدير بالذكر أن جامعة ميركو بوانا تحتل مرتبة متقدمة بين جامعات شرق آسيا إذ تحتل المرتبة 140 بحسب تصنيف QS.
ومواصلة لبرنامج عمله، توجه السيد رئيس الجامعة ومرافقوه صباح يوم الأربعاء الموافق 6/11/2024م إلى مدينة باندونج عاصمة مقاطعة جاوة الغربية في إندونيسيا، وبالتحديد إلى جامعة جامعة نيجيري (UIN) سونان جونونج دجاتي باندونج الإسلامية، إذ كان في استقبال الوفد رئيس الجامعة ونوابه وعدد من العمداء والمختصين بالعلاقات الدولية بالجامعة، وهناك تم عقد جلسة حوار ونقاش قبل أن يتوج اللقاء بتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين الجامعتين. هذا وقد رحَّب الأستاذ الدكتور روسيحون أنور رئيس جامعة باندونج برئيس جامعة حضرموت ومرافقيه، شاكرًا لهم تحمل عناء السفر إلى المدينة الواقعة على بعد أكثر من 300 كيلو متر عن العاصمة الإندونيسية جاكرتا، داعيًا إلى تكاتف الجهود لتفعيل بنود الاتفاقية. من جانبه أشاد السيد رئيس جامعة حضرموت بالعلاقات التاريخية بين البلدين منذ القِدَم، مشيرًا إلى وضع رؤية شاملة تعود بالنفع على الجامعتين وكوادرهما وطلابهما لتعزيز مكانة الجامعتين في التصنيف الدولي، من خلال عدد من المعايير والاعتمادات الأكاديمية ذات الصلة، علاوةً على زيادة النتاج العلمي للباحثين. كذلك تمت الإشارة إلى إمكانية تبادل الأساتذة والطلاب وإقامة ندوات ومؤتمرات دولية ضمن قواعد بيانات سكوباس. وفي الأثناء نظمت الجامعة الإندونيسية ندوة بعنوان اللغة العربية: خبرات من إندونيسيا واليمن، تحدث فيها كلٌّ من أ.د. عبد الله صالح بابعير عن تعليم اللغة العربية والوسائل المتاحة بين الحاضر والماضي، كما تحدث د. سمير سالم البوري عن منصة الجامعة ومشروعها القادم في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومن الجانب الإندونيسي تحدث البروفيسور عزالدين مصطفى والدكتور روهاندا عن تدريس اللغة العربية في إندونيسيا ومدى الأثر الكبير لفهمها باعتبارها لغة القرآن الكريم. حضر الندوة عددٌ من طلاب الدراسات العليا في كلية اللغة العربية بالجامعة.
وإختتم السيد رئيس جامعة حضرموت زيارته إلى إندونيسا في اليوم التالي الموافق السابع من نوفمبر عام 2024م بزيارة إلى جامعة تُعد من أفضل الجامعات الإندونيسية، والأولى من حيث إنتاج أكبر عدد من الابتكارات وهي جامعة IPB. فقد كان في استقباله نواب رئيس الجامعة وعدد من المسؤولين بالجامعة. وفي الأثناء رحب أ.د. ديني نوفيانا نائب رئيس الجامعة للتعليم وشؤون الطلاب بالسيد رئيس جامعة حضرموت ومرافقيه متمنيًا فتح أفق وتعاون مثمر بين الجانبين، لاسيما في المجالات المشتركة مثل العلوم البيئية. بدوره شكر السيد رئيس جامعة حضرموت قيادة جامعة IPB على حُسن الاستقبال والضيافة، منوهًا بضرورة تفعيل أي بنود يتم الاتفاق عليها ونقلها إلى حيز الواقع، ومنها العمل على مشاريع بحثية مشتركة والتحضير لندوات دولية مشتركة في مجالات كالبيئة والأغذية والاستزراع السمكي، لما للجامعة الإندونيسية من باع كبير في هذا المجال، مشيرًا إلى بعض التجارب الناجحة مع جامعات مماثلة في إندونيسيا وماليزيا. هذا وتم التباحث حول ماهية العمل المشترك في الفترة القادمة في كافة المجالات الأكاديمية منها والطلابية والبحثية. هذا وقد توّج اللقاء بالتوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة بين الجامعتين، كما تم توقيع اتفاقية مشابهة بين مؤسسة نهد التنموية والجامعة ذاتها، يتم بموجبها التركيز على الابتعاث الخارجي للطلاب بالإضافة إلى تدريب الطلاب وخدمة المجتمع من خلال مشاريع تنموية مشتركة. وقد جرى نقاش مستفيض بين الجانين تطابقت فيه وجهات النظر.
رافق معالي رئيس الجامعة كٌّ من أ.د. عبد الله صالح بابعير (نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية)، د. سمير سالم البوري (مندوب الجامعة وعضو لجنة التعاون الدولي)، أ. حسين باصليب (المدير العام لمكتب رئيس الجامعة) بالإضافة إلى وفد من مؤسسة نهد التنموية ضم كلًّا من أ. عادل بن مهنا (رئيس مجلس أمناء المؤسسة) والمهندس محمد بن ثابت (مدير الشراكات والموارد المالية التنموية).