الصلات التجارية بين ممالك العربية الجنوبية والهند

Abstract

اندمجت الهند في علاقات مع معظم دول الشرق الأدنى القديم منذ أقدم العصور، وكانت دول شبه الجزيرة العربية القديمة، ولاسيما دول الجنوب (اليمن القديم), في مقدمة هذه العلاقات، بل كانت وسيطا لاغنى عنه في الوصول بين الهند وبقية دول الشرق الأدنى القديم، وقد أثرت السلع الهندية إلى جانب السلع المحلية، أي سلع الممالك العربية الجنوبية من المواد العطرية كاللبان والمر غيرها تأثيراً كبيرا في إرساء تنظيم محكم للتبادل التجاري بين دول الشرق الأدنى القديم، وكانت هذه التجارة أحد أسباب التوسع في الاتصال بين الدول، وسببا في إنشاء الكثير من الطرق التجارية التي ربطت الموانئ البحرية بعضها ببعض، كاتصال موانئ ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية بموانئ الخليج العربي، والموانئ المصرية، والموانئ الهندية. كذلك ازدهرت الطرق الداخلية وتعددت لتربط كافة أرجاء الشرق الأدنى القديم، وزادت من حركة تجارة القوافل البينية في منطقة الشرق الأدنى القديم ووفرت الكثير من مجالات العمل التجاري وانتعشت الكثير من المراكز الصغيرة ونمت وأسست اقتصادياتها  حين كبرت واتسعت على النشاط التجاري. ولاشك أن الكثير من الشواهد الأثرية والنقشية وغيرها والتي عثر عليها داخل بلاد العرب الجنوبية وخارجها بمافيها الهند تؤكد مدى العلاقات والصلات التاريخية والحضارية التي تربطهما بعضهما ببعض، فتمخض عنها تواصل وتفاعل حضاري وثقافي فاعل ونشط.